Le Tafsir Muyassar
التفسير الميسر لسعيد الكندي
Genres
ومنهم أميون} لا يحسنون الكتب فيطالعوا التوراة ويتحقق (لعله: ويتحققوا) ما فيها. جمع أمي منسوب إلى الأم، كأنه يأتي على ما اتصل من الأم لم يتعلم كتابة ولا قراءة. {لا يعلمون الكتاب} التوراة، {إلا أماني} إلا ما هم عليه من أمانيهم أن الله يعفو عنهم ويرحمهم ولا تمسهم النار إلا أياما (¬1) معدودة، أو إلا أكاذيب مختلقة سمعوها من علمائهم فيقبلوها على التقليد؛ ومنه قول عثمان: «ما تمنيت منذ أسلمت»؛ أو إلا ما يقرؤون من قولهم: «تمنى كتاب الله أول ليلة»، أي لا يعلمون [كذا] هؤلاء حقيقة للمنزل، وإنما يقرؤون أشياء أخذوها من أحبارهم. وقيل: الأماني جمع أمنية، وهي في الأصل ما يقدره الإنسان في نفسه من منى إذا قدر، ولذلك يطلق على الكذب وعلى ما يتمنى؛ وقيل: لا يعلمون إلا التلاوة المجردة. {وإن هم إلا يظنون(78)} [22] أي يشكون، وهم متمكنون من العلم بالحق لا يدرون حقائقه.
{فويل} ويل كلمة يقولها كل واقع في هلكة؛ وقيل: هو دعاء الكفار على أنفسهم بالويل؛ وقيل: شدة العذاب. {للذين يكتبون الكتاب} المحرف، {بأيديهم} من تلقاء أنفسهم، من غير أن يكون حقا؛ والكتاب جامع للتنزيل والتأويل. {ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا} عرضا فانيا، {فويل لهم مما كتبت أيديهم} من الكذب، {وويل لهم مما يكسبون(79)} من الثمن القليل.
{
¬__________
(¬1) - ... في الأصل: «الا ياما»، وهو خطأ.
Page 54