Tafsir de Muqatil
تفسير مقاتل بن سليمان
Chercheur
عبد الله محمود شحاته
Maison d'édition
دار إحياء التراث
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٢٣ هـ
Lieu d'édition
بيروت
خرجت لأني من أحمس. فَقَالَ قطبة للنبي- ﷺ: إن كُنْت أحمسيا فَإِنِّي أحمسي «١»، وَقَدْ رضيت بهديك «٢» ودينك، فاستننت بسنتك.
فأنزل اللَّه فِي قول قطبة بن عامر للنبي- ﷺ لَيْسَ الْبِرُّ يعني التقوى بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى اللَّه واتبع أمره ثُمّ قَالَ- ﷿: وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تعصوه يحذركم (لَعَلَّكُمْ) . يَقُولُ لكي تُفْلِحُونَ- ١٨٩- والحمس قريش، وكنانة، وخزاعة وعامر بن صَعْصَعَة، الَّذِين لا يسلون السمن «٣» وَلا يأكلون الأقط ولا يبنون الشعر والوبر. وقوله- سُبْحَانَهُ-: وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وذلك أن اللَّه- ﷿ نهى النَّبِيّ- ﷺ والمؤمنين عن الشهر الحرام أن يقاتلوا فِي الحرم إِلَّا أن يبدأهم المشركون بالقتال، وأن النَّبِيّ- ﷺ بينا هُوَ وأصحابه معتمرون إلى مكة فِي ذِي القعدة، وهم محرمون عام الحديبية، والمسلمون يومئذ ألف وأربعمائة رَجُل. فصدهم مشركو مكة عن المسجد الحرام وبدأوهم بالقتال، فرخص اللَّه فِي القتال. فَقَالَ- سُبْحَانَهُ-:
وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا فتبدءوا بقتالهم فِي الشهر الحرام وَفِي الحرم فَإنَّهُ عدوان إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ- ١٩٠- ثُمّ قَالَ- سُبْحَانَهُ-:
وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ يعني أَيْنَ أدركتموهم فِي الحل والحرم وَأَخْرِجُوهُمْ من مكة مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ يعني من مكة وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ [٣٠ ب]
(١) فى أ: إن كنت أحمس فأنا أحمس. وفى أسباب النزول للواحدي: ٢٩ «إن كنت أحمسيا فإنى أحمسى، ديننا واحد رضيت بهديك وسمتك ودينك.
(٢) فى أ: بهداك.
(٣) هكذا فى أ، ل. قال المفسرون سموا حمسا لشدتهم فى دينهم (أسباب النزول للواحدي) . [.....]
1 / 167