Tafsir de Muqatil
تفسير مقاتل بن سليمان
Enquêteur
عبد الله محمود شحاته
Maison d'édition
دار إحياء التراث
Édition
الأولى
Année de publication
١٤٢٣ هـ
Lieu d'édition
بيروت
وكَّل شياطين بالإنس يضلونهم، ووكل شياطين بالجن يضلونهم فإذا التقى شيطان الإنس مَعَ شيطان الجن قَالَ أَحَدهمَا لصاحبه: إني أضللت صاحبي بكذا وكذا، فاضلل أَنْت صاحبك بكذا وكذا فذلك قوله: «يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ» يقول يزين بعضهم زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا يَقُولُ ذَلِكَ التزيين بالقول بَاطِل يغرون به الإنس والجن، ثُمّ قَالَ «١»: وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ يَقُولُ لو شاء اللَّه لمنعهم عن ذَلِكَ. ثم قال للنبي- ﷺ فَذَرْهُمْ يعني خل عَنْهُمْ يعني كفار مكة وَما يَفْتَرُونَ- ١١٢- من الكذب وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يعني ولتميل إلى ذَلِكَ الزخرف والغرور قلوب الَّذِين لا يؤمنون بالآخرة- يعني الَّذِين لا يصدقون بالبعث الَّذِي فِيهِ جزاء الأعمال وَلِيَرْضَوْهُ يعنى وليحبوه وَلِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ- ١١٣- يعني ليعملوا من المعاصي ما هُمْ عاملون أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا فَلَيْس أحد أحسن قضاء من اللَّه فِي نزول العذاب ببدر وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلًا يعني القرآن حلاله وحرامه وكل شيء مفصلا يعنى مبينا فيه أمره ونهيه «وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ» «٢» - ١١٤-.
وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ بأنه ناصر محمد- ﷺ ببدر ومعذب قومه ببدر فحكمه عدل فِي ذَلِكَ، فذلك قوله: صِدْقًا فيما وعد وَعَدْلًا فيما حكم لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ يعني لا تبديل لقوله فِي نصر محمد- ﷺ وأن قوله حق وَهُوَ السَّمِيعُ بما سألوا من العذاب الْعَلِيمُ- ١١٥- به حين سألوا: «فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفًا مِنَ السَّماءِ» «٣» يعني جانبا من السماء وَإِنْ تُطِعْ يا محمد
(١) فى أ: فقال.
(٢) ما بين الأقواس «...» ساقط من ل. ومكتوب فى حاشية أ. [.....]
(٣) سورة الشعراء: ١٨٧.
1 / 585