404

Tafsir de Muqatil

تفسير مقاتل بن سليمان

Enquêteur

عبد الله محمود شحاته

Maison d'édition

دار إحياء التراث

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٣ هـ

Lieu d'édition

بيروت

الحي وسراة «١» الموالي تابعناه [١١٧ ب] وذكروا ذلك لأبي طالب، فقالوا: قل لابن أخيك أن يطرد هؤلاء الغرباء «٢» والسفلة حتى يجيبه سادات قومه وأشرافهم قال أبو طالب للنبي- ﷺ: لو طردت هؤلاء عنك لعل سراة قومك يتبعونك، فأنزل الله وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ يعني الصلاة له بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ طرفي النهار يُرِيدُونَ وَجْهَهُ يعني يبتغون بصلاتهم وجه ربهم مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ- ٥٢- قال: وكانت الصلاة يومئذ ركعتين بالغداة وركعتين بالعشي ثم فرضت الصلوات «٣» الخمس بعد ذلك وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ يقول وهكذا ابتلينا فقراء المسلمين من العرب والموالي بالعرب من المشركين: أبي جهل، والوليد، وعتبة، وأمية، وسهل بن عمرو، ونحوهم «لِيَقُولُوا أَهؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ» «٤» يعني أنعم الله عليهم بالإسلام مِنْ بَيْنِنا يقول الله أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ- ٥٣- يعني بالموحدين منكم من غيره، وفيهم نزلت فى الفرقان «وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً ...» إلى آخر الآية «٥»، ثم قال يعنيهم: وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا يعني يصدقون بالقرآن أنه من الله فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ يقول مغفرة الله عليكم،
كان النبي- ﷺ إذا رآهم بدأهم بالسلام، وقال: الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرت أن أصبر معهم وأسلم عليهم،
وقال:

(١) فى ل: سرات، أ: سراة
(٢) فى أ: الفقراء، ل: الغرباء
(٣) فى أ: الصلاة.
(٤) فى أ: «أهؤلاء الله من الله عليهم» .
(٥) يشير إلى الآية ٢٠ من سورة الفرقان وتمامها: وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكانَ رَبُّكَ بَصِيرًا.

1 / 563