324

Tafsir de Muqatil

تفسير مقاتل بن سليمان

Chercheur

عبد الله محمود شحاته

Maison d'édition

دار إحياء التراث

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٣ هـ

Lieu d'édition

بيروت

الرَّجُل عَلَى سبطه الميثاق وشهداء «١» عَلَى قومهم وكانوا اثني عشر سبطا عَلَى كُلّ سِبْط منهم رَجُلا فأطاع اللَّه- ﷿ منهم خمسة فكان منهم طالوت، مِمَّنْ أطاع اللَّه- ﷿ وعصى منهم سبعة، فنقبوا عَلَى أن يعبدوا اللَّه وَلا يشركوا به شيئًا وَقالَ اللَّهُ- ﷿ للنقباء الاثني عشر إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي [٩٥ ب] يعني الَّذِين بعثتهم إليكم وفيهم عِيسَى ومحمد- ﷺ فكفروا بعيسى ومُحَمَّد- صلى الله عليهما وَسَلَّمَ- قَالَ اللَّه- تَعَالَى-: ولقد أَخَذَ اللَّه ميثاقكم عَلَى أن تعملوا بما فِي التوراة فكان الْإِيمَان بالنبيين من عمل التوراة، ثُمّ قَالَ- سُبْحَانَهُ-: وَعَزَّرْتُمُوهُمْ يعني وأعنتموهم حَتَّى يبلغوا الرسالة وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يعني طيبة بها أنفسكم «٢» وَهُوَ التطوع لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ يقول أغفر لكم خطاياكم الذي كان منكم فيما بينكم وبيني وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يعني البساتين فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ- ١٢- يعني فقد أخطأ قصد الطريق طريق الهدى فنقضوا العهد والميثاق. فذلك قوله- سُبْحَانَهُ- فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ فبنقضهم ميثاقهم لعناهم بالمسخ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً يعني قست قلوبهم عن الْإِيمَان بمحمد- ﷺ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ والكلم صفة محمد- ﷺ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وذلك أن اللَّه- ﷿ أَخَذَ ميثاق بني إِسْرَائِيل فِي التوراة أن يؤمنوا بمحمد- ﷺ ويصدقوا به وَهُوَ مكتوب عندهم فِي التوراة. فَلَمَّا بعثه اللَّه- ﷿ كفروا وحسدوه وقَالُوا إن هَذَا لَيْسَ من وَلَد إسحاق وَهُوَ من وَلَد إسماعيل فَقَالَ اللَّه- ﷿: وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ وهو الغش للنبىّ

(١) فى أ: شهدوا، ل: شهداء.
(٢) فى أ: نفسه، ل: أنفسكم.

1 / 461