215

Tafsir de Muqatil

تفسير مقاتل بن سليمان

Chercheur

عبد الله محمود شحاته

Maison d'édition

دار إحياء التراث

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٣ هـ

Lieu d'édition

بيروت

ثُمّ قَالَ- سُبْحَانَهُ-: وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يعني الَّذِين لَمْ يلق عليهم النعاس يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ كذبا يَقُولُ المؤمنون إن محمدا- ﷺ قَدْ قُتِل ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ يَقُولُ كظن جهال المشركين أَبُو سُفْيَان «١» وأصحابه وذلك أنهم قَالُوا إن محمدا قَدْ قُتِل يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ هَذَا قول معتب بن قشير يعني بالأمر النصر يَقُولُ اللَّه- ﷿ لنبيه- ﷺ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ يعني النصر كُلَّهُ لِلَّهِ ثُمّ قَالَ- سُبْحَانَهُ-: يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ «يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا» «٢» يقول يسرون فى قلوبهم ما لا يظهرون لك بألسنتهم وَالَّذِي أخفوا فِي أنفسهم أنهم قَالُوا: لو كُنَّا فِي بيوتنا ما قتلناها هنا، قَالَ اللَّه- ﷿ لنبيه- ﷺ قُلْ لهم يا محمد: لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ كَمَا تقولون لخرج من البيوت الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ فَمنْ كتب عَلَيْه القتل لا يموت أبدا ومن كتب عَلَيْه الموت لا يقتل أبدا. وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ- ١٥٤- يَقُولُ اللَّه عليم بما فِي القلوب من الْإِيمَان والنفاق والذين أخفوا فِي أنفسهم قولهم إن محمدا قَدْ قُتِل، وقولهم لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا «٣» هاهنا، يعني هَذَا المكان فهذا الَّذِي قَالَ اللَّه- سُبْحَانَهُ- لهم: قل لهم يا محمد لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا تقولون لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ قوله- سبحانه-: إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يعني انهزموا عن عدوهم مدبرين منهزمين يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ جمع الْمُؤْمِنِين وجمع المشركين يوم أحد إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ يعنى استفزهم الشيطان بِبَعْضِ ما كَسَبُوا

(١) فى أ: أبو سفين. (٢) ما بين القوسين «...» ساقط من الأصل. (٣) فى حاشية أو فى الأصل: حرجنا.

1 / 308