91

الله ؛ وبذلك كان الخوف تقوى باعتباره من أسباب الوقاية حيث يدفع الإنسان في اتجاه البعد عن مواقع سخط الله ، وجاء : التقوى أن لا يراك الله حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك (1).

* * *

** الحروف المقطعة في القرآن

( الم ) من الحروف المقطعة التي ابتدأت بها أكثر من سورة في القرآن ، وقد قال المفسرون في معناها آراء عدة نذكر منها :

الرأي الأول : إنها من الرموز والأسرار التي تعبر عن تاريخ معين تنتهي فيه الدنيا ، أو تتمثل فيه بعض الحوادث ، وذلك على أساس حساب الحروف الأبجدية الذي يجعل لكل حرف منها رقما معينا يعبر عن عدد معين.

ونحن لا نوافق على هذا الرأي ، لأن القرآن لم يتنزل ليتجه مثل هذا الاتجاه المتكلف في التعبير عن الحوادث والأشياء ، وبالتالي ليربط الناس بأسرار وألغاز ومعميات يختلف الناس في فهمها ؛ لأن ذلك لا يحقق أي هدف للمعرفة وللهدى الذي اتبعه القرآن ليشق طريقه في الحياة.

الرأي الثاني : إنها لإثارة انتباه الناس إلى الآيات التي يريد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يقرأها عليهم ؛ فقد كان المشركون في ذلك الوقت يعملون على إثارة الضوضاء واللغو عند قراءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم للقرآن ، ليمنعوا الآخرين من الاستماع إليه ، فجاءت هذه المفردات غير المألوفة لديهم لتؤدي دورها في إثارة الانتباه من خلال غرابتها على أسماعهم ، لأنها ليست من النوع الذي تعارفوا عليه ،

Page 100