Tafsir Min Sunan Saïd Ibn Mansur

Ibn Mansur Khurasani d. 227 AH
21

Tafsir Min Sunan Saïd Ibn Mansur

سنن سعيد بن منصور (1)

Chercheur

د سعد بن عبد الله بن عبد العزيز آل حميد

Maison d'édition

دار الصميعي للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

حصل في عصر والده. كما أن عصره كان عصر فتوحات في بلاد الروم وجهة جُرْجَان (^١). وكان ﵀ سَمْحَ الخلق، محبًّا للسنة، معظِّمًا لحُرُمات الله، حسن الاعتقاد، مبغضًا للزنادقة. كان يصلي بالناس الصلوات الخمس في المسجد الجامع بالبصرة لما قدمها، فأقيمت الصلاة يومًا، فقال أعرابي: لستُ على طُهْرٍ، وقد رغبت في الصلاة خلفك، فَأْمُرْ هولاء بانتظاري، فقال: انتظروه، ودخل المحراب، فوقف إلى أن قيل: قد جاء الرجل، فكبَّر، فعجب الناس من سماحة أخلاقه (^٢). وأصدر أمره بترك المقاصير التي في جوامع الإسلام، وقصّر المنابر، وصيّرها على مقدار منبر رَسُولُ اللَّهِ ﷺ (^٣). وكان إذا عرضت قضيّة، واستُدِلَّ لها بحديث، وَثَبَ عند ذكر النَّبِيِّ ﷺ حتى يُلْصِقَ خَدَّهُ بالتراب ويقول: سمعت لما قال وأطعت (^٤). وهاجت ريح سوداء ذات مرّة حتى خافوا أن تكون القيامة قد قامت، فطلبه أحد حُجَّابه، فلم يجده في الإيوان، فإذا هو في بيت ساجد على التراب يقول: اللهم لا تُشْمت بنا أعداءنا من الأمم، ولا تفجع بنا نبيّنا، اللهم إن كنت أخذتَ العامة بذنبي، فهذه ناصيتي بيدك، فما أتمّ كلامه حتى انْجلتْ (^٥).

(^١) انظر البداية والنهاية (١٠/ ١٤٦ - ١٥٠). (^٢) تاريخ الخلفاء (ص ٤٤٢). (^٣) المرجع السابق (ص ٤٣٦). (^٤) السابق أيضًا (ص ٤٤٢). (^٥) سير أعلام النبلاء (٧/ ٤٠٢، ٤٠٣).

المقدمة / 22