Tafsir Majmac Bayan

Ibn Hasan Tabarsi d. 548 AH
83

Tafsir Majmac Bayan

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

Genres

Tafsir

(1) -

اللغة

النقض نقيض الإبرام والعهد العقد والعهد الموثق والعهد الالتقاء وهو قريب العهد بكذا وعهد الله وصيته وأمره يقال عهد الخليفة إلى فلان بكذا أي أمره وأوصاه به ومنه قوله تعالى «ألم أعهد إليكم يا بني آدم» والميثاق ما وقع التوثيق به كما أن الميقات ما وقع التوقيت به ويقال فلان ثقة يستوي فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث ويقال ثقات في الرجال والنساء والقطع الفصل بين الشيئين وأصل ذلك في الأجسام ويستعمل ذلك أيضا في الأعراض تشبيها به يقال قطع الحبل وقطع الكلام والأمر هو قول القائل لمن دونه افعل هذه صيغته ثم يصير أمرا بإرادة الآمر المأمور به وصيغة الأمر تستعمل في الإباحة نحو قوله فاصطادوا وفي التهديد نحو قوله «اعملوا ما شئتم» وفي التحدي نحو قوله «فأتوا بسورة من مثله» وفي التكوين كقوله «كن فيكون» والأصل في الجميع الطلب والوصل نقيض الفصل وهو الجمع بين شيئين من غير حاجز والخسران النقصان والخسار الهلاك والخاسرون الهالكون وأصل الخسران ذهاب رأس المال .

الإعراب

«الذين ينقضون» في موضع النصب لأنها صفة الفاسقين وأولئك مبتدأ والخاسرون خبره وهم فصل ويجوز أن يكون مبتدأ والخاسرون خبره والجملة خبر أولئك وقوله «من بعد ميثاقه» من مزيدة وقيل معناه ابتداء الغاية والهاء في ميثاقه عائد إلى العهد ويجوز أن يكون عائدا إلى اسم الله تعالى وقوله «أن يوصل» بدل من الهاء التي في به أي ما أمر الله بأن يوصل فهو في موضع جر به.

المعنى

ثم وصف الله الفاسقين المذكورين في الآية فقال هم «الذين ينقضون عهد الله» أي يهدمونه لا يفون به وقيل في عهد الله وجوه (أحدها) أنه ما ركب في عقولهم من أدلة التوحيد والعدل وتصديق الرسل وما احتج به لرسله من المعجزات الشاهدة لهم على صدقهم ونقضهم لذلك تركهم الإقرار بما قد بينت لهم صحته بالأدلة (وثانيها) أنه وصية الله إلى خلقه على لسان رسوله بما أمرهم به من طاعته ونهاهم عنه من معصيته ونقضهم لذلك تركهم العمل به (وثالثها) أن المراد به كفار أهل الكتاب وعهد الله الذي نقضوه «من بعد ميثاقه» هو ما أخذه عليهم في التوراة من اتباع محمد ص والتصديق بما جاء به من عند ربه ونقضهم لذلك هو جحودهم به بعد معرفتهم بحقيقته وكتمانهم ذلك عن الناس بعد أن أخذ الله ميثاقهم ليبيننه للناس ولا يكتمونه وأنهم إن جاءهم نذير آمنوا به فلما جاءهم النذير ازدادوا نفورا ونبذوا العهد وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا واختار هذا الوجه الطبري (ورابعها) أنه العهد الذي أخذه عليهم حين أخرجهم من صلب

Page 169