Tafsir Majmac Bayan

Ibn Hasan Tabarsi d. 548 AH
76

Tafsir Majmac Bayan

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

Genres

Tafsir

(1) - أي من تحت أشجارها ومساكنها «الأنهار» والنهر لا يجري وإنما يجري الماء فيه ويستعمل الجري فيه توسعا لأنه موضع الجري وقوله: «كلما رزقوا منها» أي من الجنات والمعنى من أشجارها وتقديره كلما رزقوا من أشجار البساتين التي أعدها الله للمؤمنين «من ثمرة رزقا» أي أعطوا من ثمارها عطاء وأطعموا منها طعاما لأن الرزق عبارة عما يصح الانتفاع به ولا يكون لأحد المنع منه «قالوا هذا الذي رزقنا من قبل» فيه وجوه (أحدها) أن ثمار الجنة إذا جنيت من أشجارها عاد مكانها مثلها فيشتبه عليهم فيقولون هذا الذي رزقنا من قبل هذا قول أبي عبيدة ويحيى بن كثير (وثانيها) أن معناه هذا الذي رزقنا من قبل في الدنيا عن ابن عباس وابن مسعود وقيل هذا الذي وعدنا به في الدنيا (وثالثها) معناه هذا الذي رزقناه من قبل في الجنة أي كالذي رزقنا وهم يعلمون أنه غيره ولكنهم شبهوه به في طعمه ولونه وريحه وطيبه وجودته عن الحسن وواصل قال الشيخ أبو جعفر رحمه الله وأقوى الأقوال قول ابن عباس لأنه تعالى قال: «كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل» فعم ولم يخص فأول ما أتوا به لا يتقدر فيه هذا القول إلا بأن يكون إشارة إلى ما تقدم رزقه في الدنيا ويكون التقدير هذا مثل الذي رزقناه في الدنيا لأن ما رزقوه في الدنيا قد عدم فأقام المضاف إليه مقام المضاف كما أن القائل إذا قال لغيره أعددت لك طعاما ووصفه له يحسن أن يقول هذا طعامي في منزلي يريد مثله ومن جنسه وقوله «وأتوا به» أي جيئوا به وليس معناه أعطوه وقوله «متشابها» فيه وجوه (أحدها) أنه أراد متشابها في اللون مختلفا في الطعم عن ابن عباس ومجاهد (وثانيها) أن كلها متشابه في الجودة خيار لا رذل فيه عن الحسن وقتادة واختاره الأخفش قال وهذا كما يقول القائل وقد جيء بأشياء فاضلة فاشتبهت عليه في الفضل لا أدري ما اختار منها كلها عندي فاضل كقول الشاعر:

من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم # مثل النجوم التي يسري بها الساري

يعني أنهم قد تساووا في الفضل (وثالثها) أنه يشبه ثمر الدنياغير أن ثمر الجنة أطيب عن عكرمة (ورابعها) أنه يشبه بعضه بعضا في اللذة وجميع الصفات عن أبي مسلم (وخامسها) أن التشابه من حيث الموافقة فالخادم يوافق المسكن والمسكن يوافق الفرش وكذلك جميع ما يليق به وقوله «ولهم فيها أزواج» قيل هن الحور العين وقيل هن

Page 162