Tafsir Majmac Bayan
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
Genres
(1) - الربح والهداية فإن التاجر قد يخسر ولا يربح ويكون على هدى فإن قيل كيف قال «فما ربحت تجارتهم» في موضع ذهبت فيه رءوس أموالهم فالجواب أنه ذكر الضلالة والهدى فكأنه قال طلبوا الربح فلم يربحوا وهلكوا والمعنى فيه أنه ذهبت رءوس أموالهم ويحتمل أن يكون ذكر ذلك على التقابل وهو أن الذين اشتروا الضلالة بالهدى لم يربحوا كما أن الذين اشتروا الهدى بالضلالة ربحوا..
اللغة
المثل والمثل والشبه نظائر وحقيقة المثل ما جعل كالعلم على معنى سائر يشبه فيه الثاني بالأول ومثاله قول كعب بن زهير :
كانت مواعيد عرقوب لنا مثلا # وما مواعيده إلا الأباطيل
فمواعيد عرقوب علم في كل ما لا يصح من المواعيد ومنه التمثال لأنه يشبه الصورة والذي قد يوضع موضع الجمع كقوله تعالى: «والذي جاء بالصدق وصدق به» ثم قال «أولئك هم المتقون» قال الشاعر:
وإن الذي حانت بفلج دماؤهم # هم القوم كل القوم يا أم خالد
واستوقد بمعنى أوقد مثل استجاب بمعنى أجاب وقيل استوقد أي طلب الوقود والوقود بفتح الواو الحطب والنار جوهر مضيء حار محرق وأصله من النور يقال نار وأنار واستنار بمعنى والمنارات العلامات وأضاء يكون لازما ومتعديا يقال أضاء الشين بنفسه وأضاء غيره والذي في الآية متعد والترك للشيء والكف عنه والإمساك نظائر والظلمات جمع ظلمة وأصلها انتقاص الحق من قوله ولم تظلم منه شيئا أي لم تنقص ومنه ومن أشبه أباه فما ظلم أي ما انتقص حق الشبه والإبصار إدراك الشيء بحاسة البصر يقال أبصر بعينه والإبصار بالقلب مشبه به .
الإعراب
مثلهم مبتدأ وكمثل الذي خبره والكاف زائدة تقديره مثلهم مثل الذي استوقد نارا ونحوه قوله «ليس كمثله» أي ليس مثله شيء واستوقد نارا وما اتصل به من
Page 144