248

Tafsir Majmac Bayan

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

Régions
Afghanistan

(1) - يعلمان من أحد» أي وما يعلم هاروت وماروت من أحد فمنهما على هذا القول لا يرجع إلى الملكين إنما يرجع إلى هاروت وماروت اللذين هما الشياطين في المعنى فأما حمل الكلام على التثنية والشياطين جمع فسائغ يجوز أن يحمل على المعنى فيجمع وعلى لفظ هاروت وماروت فيثنى ونظيره قوله وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ثم قال فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى ويجوز أن يكون يتعلمون معطوفا على يعلمان من قوله «وما يعلمان من أحد» فيكون الضمير الذي في يتعلمون لأحد إلا أنه جمعه لما حمل على المعنى كقوله تعالى فما منكم من أحد عنه حاجزين فأما جواز عطفه على ما ذكره الزجاج من قوله وقيل إن يتعلمون عطف على ما يوجبه معنى الكلام لأن المعنى إنما نحن فتنة فلا تكفر فيأبون فيتعلمون وهذا قول حسن فهو قول الفراء قال أبو علي وهو عندي جائز لأنه من المضمر الذي فهم للدلالة عليه وأما كونه خبرا للمبتدأ المحذوف فعلى أن تقديره فهم يتعلمون منهما وذلك غير ممتنع وقد قيل في قوله منهما أن الضمير عائد إلى السحر والكفر قاله أبو مسلم قال لأنه تقدم الدليل عليها في قوله «كفروا» وهذا كقوله سبحانه سيذكر من يخشى ` ويتجنبها الأشقى أي يتجنب الذكرى وقوله «ولقد علموا لمن اشتراه» قال الزجاج دخول اللام على قد على جهة القسم والتوكيد وقال النحويون في قوله «لمن اشتراه» قولين جعل بعضهم من بمعنى الشرط وجعل الجواب «ما له في الآخرة من خلاق» وهذا ليس بموضع شرط وجزاء ولكن المعنى ولقد علموا الذي اشتراه ما له في الآخرة من خلاق كما تقول والله لقد علمت للذي جاءك ما له من عقل انتهى كلام الزجاج وأقول فموضع من رفع بالابتداء وموضع «ما له في الآخرة من خلاق» رفع على أنه خبر المبتدأ وهذا قول سيبويه فاللام في قوله «لمن اشتراه» لام الابتداء دون القسم لأن هذه اللام قد تكون تأكيدا لغير القسم واللام مع الجملة التي بعدها في موضع نصب بعلموا كما أن الاستفهام كذلك في نحو علمت أزيد في الدار أم عمرو وهذا هو المسمى تعليقا قال أبو علي قول من قال إن من جزاء بعيد لأنه إذا كان جزاء فاللام في لمن اشتراه سبب دخوله القسم كالتي في قوله ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك @QUR@ ولئن شئنا لنذهبن

على أنه جزاء لا يخلو من أن يكون علموا لأن العلم والظن قد يقامان مقام القسم كما في قوله:

ولقد علمت لتأتين منيتي # إن المنايا لا تطيش سهامها

وقوله وظنوا ما لهم من محيص أو يكون مضمرا بين قوله «علموا» وقوله «لمن اشتراه»

Page 334