Le Grand Commentaire

Al-Tabarani d. 360 AH
95

Le Grand Commentaire

التفسير الكبير

Genres

وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا * أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا

[الإسراء: 90-91] فأنزل الله هذه الآية). ومعناها: أتريدون، والميم صلة. وقيل: معناها: بل؛ وسألوا رؤية الله كما سألها السبعون رجلا من بني إسرائيل موسى. وقوله: { رسولكم } بمعنى محمد صلى الله عليه وسلم.

قوله تعالى: { ومن يتبدل الكفر بالإيمان }؛ أي من يختار الكفر على الإيمان ويستبدله به، { فقد ضل سوآء السبيل }؛ أي أخطأ قصد الطريق.

[2.109]

قوله تعالى: { ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا } ، أنزلت في نفر من اليهود؛ قالوا لحذيفة بن اليمان وعمار ابن ياسر بعد وقعة أحد: ألم تروا ما أصابكم؟ ولو كنتم على الحق ما هزمتم، فارجعوا إلى ديننا فهو خير لكم وأفضل، ونحن أهدى منكم سبيلا، فقال لهم عمار: (كيف نقض العهد فيكم؟) قالوا: شديد. قال: (فإني عهدت أن لا أكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم ما عشت) فقالت اليهود: أما هذا فقد صبأ. وقال حذيفة: (وأما أنا فقد رضيت بالله ربا وبمحمد نبيا وبالاسلام دينا وبالقرآن إماما وبالكعبة قبلة وبالمؤمنين إخوانا). ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبراه بذلك فقال: [أصبتما الخير وأفلحتما] فأنزل الله تعالى { ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم } يا معشر المؤمنين { من بعد إيمانكم كفارا } ونصب كفارا بالرد. وقيل: بالحال. وقوله تعالى: { حسدا } أي حسدا لكم لتشريف الله إياكم عليهم بوضع النبوة فيكم بعد ما كان في بني إسرائيل. وانتصب { حسدا } على المصدر؛ أي يحسدونكم حسدا. وقيل: بنزع الخافض. تقديره: للحسد.

قوله تعالى: { من عند أنفسهم } ، راجع إلى { ود كثير من أهل الكتاب } لا إلى قوله { حسدا } لأن حسد الإنسان لا يكون إلا من قبله؛ فكأنه تعالى بين أن مودتهم ردكم إلى الكفر؛ لا لأن دينهم يأمرهم ذلك، ولكن ذلك من عند أنفسهم، { من بعد ما تبين لهم الحق } ، في التوراة وسائر الكتب: أن محمدا صلى الله عليه وسلم صدق، وأن دينه حق. وقيل: معنى { من عند أنفسهم } أي لم يأمرهم الله بذلك.

قوله تعالى: { فاعفوا واصفحوا }؛ أي اتركوهم وأعرضوا عنهم، { حتى يأتي الله بأمره }؛ أي حتى يأذن الله عز وجل لكم في مقاتلتهم وسبيهم وينصركم عليهم. وقد جاء الله تعالى بأمره حين استقرت آيات النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزاته ولم يؤمنوا؛ أمر الله النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم بقوله:

قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر..

[التوبة: 29] الآية، إلى قوله:

وهم صاغرون

Page inconnue