Le Grand Commentaire

Al-Tabarani d. 360 AH
52

Le Grand Commentaire

التفسير الكبير

Genres

قيل: ضربه موسى إثنا عشر ضربة. وكان يظهر على كل ضربة مثل ثدي المرأة ثم يتفجر بالأنهار المطردة، فذلك قوله تعالى: { فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا } ، وفي الآية إضمار واختصار؛ تقديره: { فقلنا اضرب بعصاك الحجر }؛ فضرب؛ { فانفجرت } أي سالت.

وأصل الانفجار: الانشقاق والانتشار، ومنه: فجر النهار؛ لأنه ينشق من الظلام. وأما قوله في موضع آخر:

فانبجست

[الأعراف: 160] فالانبجاس: أول ما يتقاطر من الماء وينشق، والانفجار حين السيلان. وكان الانبجاس في أول القصة؛ والانفجار في آخرها. والانبجاس أقل من الانفجار. وقال بعضهم: هو حجر أمر الله موسى أن يأخذه من أسفل البحر حين مر فيه مع قومه. وقيل: إنه من الجنة.

وقوله تعالى: { قد علم كل أناس مشربهم }؛ أي موضع مشربهم؛ ويكون بمعنى المصدر مثل المدخل؛ والمخرج؛ والمطلع. وكان كل سبط يشربون من عين لا يخالطهم فيها غيرهم للعصبية التي كانت بينهم.

قوله تعالى: { كلوا واشربوا من رزق الله }؛ أي قلنا: كلوا من المن والسلوى واشربوا من الماء؛ فهذا كله من رزق الله الذي يأتيكم به بلا مشقة ولا مؤنة ولا تعب.

قوله تعالى: { ولا تعثوا في الأرض مفسدين } ، العيث والعثواء: شدة الفساد؛ وإنما جمع بين العيث والفساد وإن كان معناهما واحدا تأكيدا كما يقال: كذب وزور؛ ظلم وجور، أي قيل لهم: كلوا واشربوا ولا تسرعوا إلى الفساد في الأرض عاثيين. والدليل على أن العيث هو الفساد قول الشاعر:

لولا الحياء وأن رأسي قد عثى

فيه المشيب لزرت أم القاسم

[2.61]

Page inconnue