واختلفوا في منتهى الاستفهام في قوله تعالى: { أؤنبئكم }؛ قال بعضهم: منتهاه عند قوله: { بخير من ذلكم } وقوله تعالى: { للذين اتقوا } استئناف الكلام، وقال بعضهم: منتهاه: { عند ربهم } وقوله تعالى: { جنات } استئناف كلام.
قرأ أبو بكر عن عاصم: (ورضوان) بضم الراء في جميع القرآن وهي لغة قيس وعيلان وتميم؛ وهما لغتان كالعدوان والطمعان والطعنان، وقرأ عامة القراء (ورضوان) بكسر الراء.
[3.16]
قوله تعالى: { الذين يقولون ربنآ إننآ آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار } ، { الذين } في موضع خفض ردا على قوله { للذين اتقوا } أي للمتقين { الذين يقولون ربنآ إننآ آمنا } وصدقنا بالله وبالرسول فاغفر لنا خطايانا، وادفع عنا عذاب النار، ويجوز أن يكون موضع { الذين } رفعا على معنى هم { الذين يقولون ربنآ } كقوله تعالى:
إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم
[التوبة: 111] ثم قال في صفتهم مبتدئا:
التائبون العابدون
[التوبة: 112].
[3.17]
قوله تعالى: { الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار }؛ { الصابرين } في موضع خفض بدل من { الذين يقولون }. وذهب بعضهم إلى { الصابرين } نصب بالمدح. ومعنى الآية: { الصابرين } على طاعة الله وعلى الشدائد والمصائب وعلى ارتكاب النهي وعلى البأساء والضراء، { والصادقين } في إيمانهم وأقوالهم وأفعالهم، فإن الصدق قد يقع في القول كما يقع في الفعل، يقال: صدق فلان في القتال، وصدق في الجملة أي حقق. قال قتادة في تفسير الصادقين: (هم قوم صدقت نياتهم واستقامت قلوبهم وألسنتهم في السر والعلانية). { والقانتين } أي القائمين بعبادة الله المطيعين، { والمنفقين } يعني في طاعة الله.
Page inconnue