أكملت لكم دينكم
[المائدة: 3] الآية ، فعاش بعدها إحدى وثمانين ليلة، ثم نزل بعدها آيات الربا. ثم نزل بعد ذلك { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله } وهي آخر آية نزلت، فعاش رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها إحدى وعشرين ليلة، قال ابن جريج: (تسع ليال). وقال ابن جبير ومقاتل: (سبع ليال). ثم مات يوم الاثنين لليلتين مضت من شهر ربيع الأول حين زاغت الشمس سنة إحدى عشرة من الهجرة.
[2.282]
قوله عز وجل: { يأيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه }؛ قال ابن عباس: (لما حرم الربا أباح السلم) وظاهر الآية على كل دين من سلم وغيره. ومعنى الآية: { يأيها الذين آمنوا إذا } تبايعتم بالنسيئة إلى وقت معلوم فاكتبوا الدين بأجله وأشهدوا عليه كيلا تحدث نفس أحدكم بالطمع في حق صاحبه، ولا يقع شك في مقداره، ولا جحود ولا نسيان. والدين: ما كان مؤجلا، والعين: ما كان حاضرا.
واختلفوا في هذه الكتابة أنها فرض أو ندب؟ فذهب أبو سعيد الخدري والحسن والشعبي: (أن الكتابة والإشهاد على الديون الآجلة كانا واجبين بهذه الآية، ثم نسخا بقوله تعالى:
فإن أمن بعضكم بعضا
[البقرة: 283]. وقال ابن عباس: (لا والله، إن آية الدين محكمة ما فيها نسخ). وهو قول الربيع وكعب، وهذا هو الأصح؛ لأن الأمر بالكتابة والإشهاد إنما ورد مقرونا بقوله:
فإن أمن بعضكم بعضا
[البقرة: 283]، ويستحيل ورود الناسخ والمنسوخ معا في شيء واحد، فكأن المراد بالأمر الندب.
والفائدة في قوله: { إلى أجل مسمى } بيان إعلام وجوب الأجل؛ فإن جهالة الأجل في المباعات تفسدها. وقال بعضهم: إن الكتابة فرض واجب.
Page inconnue