قوله تعالى: { وأما الذين كفروا فيقولون ماذآ أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا }؛ أي قل لهم يا محمد: يضل ويخذل بالمثل كثيرا من الناس، ويوفق لمعرفته كثيرا، { وما يضل به إلا الفسقين }؛ يعني الخارجين عن طاعة الله. قيل: هم اليهود في هذه الآية.
وأما في قوله: { مثلا ما } قيل: نكرة معناه أن يضرب مثالا شيئا من الأشياء بعوضة فما فوقها. وقيل: الأصح أنها زائدة مثل
فبما نقضهم
[النساء: 155] ولا إعراب لها فيتخطاها الناصب والخافض إلى ما بعدها. وقيل: نصب بعوضة على معنى ما بين بعوضة إلى ما فوقها؛ فإذا ألقى (بين) و(إلى) نصب. ويقال في الكلام: هي أحسن الناس ما قرنا، ومد (ما). قوله تعالى { مثلا } نصب على القطع عند الكوفيين؛ غير أنه قطع الإضافة؛ أي بهذا المثل. وعند البصريين على الحال؛ أي ما أراد الله بالمثل في هذه الحالة.
[2.27]
قوله تعالى: { الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثقه }؛ نعت للفاسقين. ومن جعله مبتدأ وقف على الفاسقين. وقوله تعالى: { ينقضون عهد الله } أي يتركون أمر الله ووصيته من بعد تغليظه وتوكيده. والعهد: ما أخذه الله على النبيين ومن اتبعهم أن لا يكفروا بالنبي صلى الله عليه وسلم ويبينوا نعته وصفته. وقوله تعالى: { ويقطعون مآ أمر الله به أن يوصل } ، يعني الرحم الذي أمرهم بصلته، { ويفسدون في الأرض أولئك هم الخسرون }.
[2.28]
قوله تعالى: { كيف تكفرون بالله وكنتم أموتا }؛ أي وكنتم نطفا في أصلاب آبائكم، { فأحيكم } ، في أرحام أمهاتكم، وأخرجكم نسما صغارا، { ثم يميتكم } ، عند انقضاء آجالكم، { ثم يحييكم } ، للبعث، { ثم إليه ترجعون } ، في الآخرة.
[2.29]
قوله تعالى: { هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا }؛ يعني من الشجر والثمار والدواب، { ثم استوى إلى السمآء فسوهن سبع سموت } ، فإن قيل: هذه الآية تقتضي أن خلق السماء بعد الأرض؛ وقال تعالى في آية أخرى:
Page inconnue