Interprétation de Galien sur les Aphorismes d'Hippocrate par Hunayn ibn Ishaq
شرح جالينوس لفصول أبقراط بترجمة حنين بن إسحق
Genres
قال جالينوس: (1) إن أبقراط ذكر أولا حال الصبي المولود ثم ذكر بعده حال الذي تنبت أسنانه ثم ذكر الآن حالا (743) ثلاثة في سن بين انقضاء نبات الأسنان وبين القرب من نبات الشعر في العانة. (2) فإنه من بعد ذكره صاحب هذه السن يجعل صاحب تلك السن رابعا في الفصل الذي يأتي بعد هذا. (3) فأما صاحب هذه السن الثلاثة التي كلامنا فيها وهي ما بين انقضاء نبات (744) الأسنان وبين السنة الثانية عشرة أو الثلاثة عشرة فذكر أنه تصيبه أمراض كثيرة وأول ما ذكر منها ورم الحلق. (4) فافهم (745) في هذا الموضع من قولنا (746) «الحلق» الموضع الذي بين الفم والمريء وهو الموضع الذي يسمي اليونانيون اسيموس. (5) وهذا الاسم يدل بالحقيقة على مسلك ضيق من الأرض فيما بين بحرين، وسمى به هذا الموضع من البدن بالاستعارة على طريق التشبيه. (6) وهذا الورم ربما كان في الغشاء المشترك المستبطن للمعدة والمريء والحلق والفم كله فقط وربما كان مع ذلك فيما وراءه من العضل، وعند ذلك يعرض لخرزة القفا الميل إلى داخل الذي ذكره أبقراط بعد ورم الحلق (7) حين قال «ودخول خرزة القفا». (8) وذلك أن تلك الخرزة إذا جذبها الغضل المتورم مالت إلى مقدم العنق (747). (9) ولم يسم هذه الجهة أبقراط مقدما لكنه سماها في هذا الموضع داخلا (748) وإنما سماها كذلك، لأنه بنى كلامه على أن الخرزة وإن (749) كانت موضوعة من خلف. PageVW2P046B (10) فإن نقلة كل ما انتقل (750) إلى عمق البدن كانت نقلته من خلف أو كانت (751) من قدام فقد يدل عليه بلفظة واحدة وهي قوله «داخل». (11) وقد ينبغي أن تنظر (752) لم لم يذكر أبقراط فيما يعرض للصبي المولود ورم الحلق ولا ميل خرزة القفا إلى داخل إذ كانت حال الطفل المولود ليس بدون حال صاحب هذه السن التي كلامنا فيها في رطوبة الدماغ وكثرة الفضول فيه، وإذا كان الدماغ كذلك فواجب أن تبعث منه فضول إلى ما دونه من الأعضاء. (12) فأقول إن الصبي المولود يهلك قبل أن يحدث عليه مثل هذا الورم الشديد في عضل حلقه وعصبه. (13) وأقول أيضا إن هذه الأعضاء من الطفل لينة ولذلك لا يمكن أن يعرض فيها من التمدد الشديد ما يكون منه انجذاب (753) الخرزة إلى داخل نحوها. (14) وذكر أنه يعرض لصاحب هذه السن الربو ومعنى الربو في لساننا (754) النفس المتواتر مثل النفس العارض (755) للذي يحظر أو يتحرك حركة شديدة أى حركة كانت، (15) إلا أن هذا النفس يعرض لصاحب هذه الحال بسبب الحركة الشديدة إذ (756) كان الحيوان عندما يحتاج إلى نفس كثير. (16) فأما من عرض له هذا النفس من غير حركة شديدة فإنما يعرض له لضيق أوعية النفس في الرئة. (17) وإنما يعرض هذا الضيق عندما تمتلئ الرئة من فضول تنجلب إلبها من فوق. (18) وانحدار ما ينحدر من هذه الفضول في الصبي المولود أكثر، PageVW0P162B إلا أنه يقبله سريعا لأن حاله في غير تلك الحال (757) رديئة (758)، (19) لأن انتقاله من الرحم إلى الهواء وتغير غذائه عليه وما يحدث له من الورم أولا في سرته (759) ثم بعد (760) بسبب (761) نبات الأسنان يضعفه ضعفا شديدا وبكر ما يسلم على هذه الأحداث التي وصفت، فدع أن يحتمل أن يعرض له معها نزلة تنحدر إلى الرئة. (20) وأما تولد الحصى فمرض خاص لصاحب هذه السن لأنه يتجاوز الطريق القصد في المطمع فتجتمع في بدنه أخلاط نية كثيرة فينحدر من أغلظها شيء مع البول إلى المثانة فيصير مادة لتولد الحصى (762) فيها والحرارة في صاحب هذه السن مع ذلك كثيرة فبسببها يكون من ذلك الفضل الغليظ تولد الحصى (763). (21) فقد يجتمع من الخلط الذي في أبدان المشائخ مقدار PageVW2P047A ليس باليسير وليس ذلك لتجاوزهم المقدار القصد في المطعم لكنه لضعف القوة الهاضمة فيهم، (22) لأن الحرارة ليست فيهم بالقوية والحرارة هي التي تثخن ما في المادة الغليظة من اللطيف وتجففها حتى يتولد (764) منها الحصى (765). (23) فأما الحيات والدود فتولدها شبيه بتولد سائر الحيوان الذي ليس بتولده (766) من برد لكن من عفونة. (24) وليس تكفي العفونة وحدها في توليد هذا الحيوان (767) لكنها تحتاج إلى أن تكون منها حرارة كثيرة. (25) وقد يفسد الغذاء كثيرا في المعدة والأمعاء في الصبيان وخاصة في الأمعاء، (26) إلا أن الحرارة (768) في الصغير جدا ليس تقوى بعد على أن تستحوذ على المادة. (26) وأما صاحب هذه السن ففي بدنه المادة (769) التي يكون منها (770) تولد هذا الحيوان وفيه معها الحرارة التي تقوى على طبخ تلك المادة حتى تعمل فيها ذلك الحيوان. (27) والدود هو حيوان دقيق يتولد خاصة في أسفل الأمعاء الغليظ ويظهر منه شيء كثير ظهورا بينا بتولد في الدواب إذا لم تستمرئ غذاءها. (28) ويدل على أنها لم تستمرئ غذاءها نتن أرواثها. (29) وأما الجنس الآخر من الحيوان المتولد في البطن المستدير الذي يعرف بالحيات فأكثر ما يتولد في أعلى الأمعاء حتى أنه ربما صعد إلى المعدة. (30) وتولد (771) هذا الجنس في الصبيان أكثر كثيرا من تولد الدود. (31) وأما الجنس الثالث من الحيوان المتولد في البطن وهو العريض الذي يشبه (772) حب القرع فقليلا ما يتولد في الصبيان، وهذا الجنس هو أطولها كلها وكثيرا ما يمتد (773) في الأمعاء كلها، (32) إلا أن أبقراط لم يذكر في هذا الموضع هذا الجنس لأنه ليس غرضه أن يصف جميع ما يعرض للناس من الأدواء لكن قصده أن يقتصر على ذكر أكثر ما يعرض في كل واحد من الأسنان. (33) ولذلك من بعد أن عدد ما وصفنا من هذه الأمراض ذكر الثواليل المتعلقة والخنازير فهذه (774) الأمراض تتولد من فضل كثير رديء يميل (775) إلى ظاهر البدن نحو الجلد. (34) وسمى أبقراط هذا الجنس كله من الأدواء خراجات فقال «والثواليل المتعلقة والخنازير وسائر الخراجات». (35) وقد يخص باسم «الخراج» نوع واحد من هذا الجنس وهو ورم حار يحدث من غير سبب من خارج فيكون تولده على أسرع ما يكون وكذلك ارتفاعه PageVW0P163A وتحدر رأسه وجمعه المدة وأكثر ما يتولد هذا الورم PageVW2P047B في الأربية وفي الإبط (776)، (36) لأن اللحم الرخو في هذه المواضع كثير وهذا اللحم الرخو في طبيعته سريع إلى قبول الفضول. (37) والخنازير أيضا هي ورم يحدث في اللحم الرخو إلا أن ذلك الورم (777) ليس يكون من مادة حارة ولا سريعة إلى التقيح لكنه يكون من مادة هي إلى البرد وإلى طبيعة البلغم أميل. (737)
27
[aphorism]
قال أبقراط: وأما من جاوز (779) هذه (780) السن وقرب من (781) أن ينبت له الشعر في العانة فيعرض PageVW3P105B له كثير من هذه الأمراض وحميات أزيد طولا ورعاف.
[commentary]
Page 638