قال جالينوس: كما أن أبقراط عنى فيما تقدم بقوله «الأمراض التي في الغاية القصوى» الأمراض التي في غاية العظم، كذلك عنى في هذا * القول (364) بقوله «الأوجاع التي في الغاية القصوى» الأوجاع التي في غاية العظم وعنى بالأوجاع نوائب الحمى أو * جميع (365) الأعراض بالجملة. فإن نوائب الحمى وجميع الأعراض * بالجملة (366) تكون في المرض الحاد جدا في الأيام الأول منه في غاية العظم من قبل أن فيها يكون منتهاه وليس المنتهى شيء سوى عظم أجزاء المرض في أعراضه. والمرض الحاد جدا هو الذي يكون منتهاه بديئا. وينبغي أن يفهم من قوله «بديائ» الأربعة الأيام الأول أو بعدها قليلا. فينبغي * لذلك (367) أن يستعمل فيها منذ أولها التدبير الذي في الغاية القصوى من اللطافة، * إذ (368) كان ينبغي أن يستعمل التدبير الذي في الغاية القصوى من اللطافة في منتهى المرض، كما قد بين أبقراط في كتابه في تدبير الأمراض الحادة وفي هذا الفصل. وكان منتهى المرض الحاد جدا يكون في الأيام الأول منه. وقد بينا في كتب أخر بيانا شافيا أن استعمال التدبير اللطيف الذي في الغاية القصوى من اللطافة في وقت منتهى المرض واجب. فليكتفي الآن هذا المقدار من القول أنه إن توقى متوق من إعطاء المريض غذاء ذا قدر من أجل أورام كانت PageVW1P102B به أو التهاب أو من أجل الحمى اللازمة PageVW6P007A في المرض الحاد جدا فواجب أن يكون توقيه * كذلك (369) في وقت المنتهى غاية التوقي. وذلك * أن (370) الأورام والالتهاب في ذلك الوقت تكون في غاية عظمها، كما قد بين أبقراط في كتابه في تدبير الأمراض الحادة. والاسم الذي سمى * به (371) أبقراط هذا المعنى في ذلك الكتاب يفهم على معنى خاص وهو الورم الحار وعلى معنى عام يشتمل على الأورام وعلى الحرارة الزائدة وعلى الالتهاب وعلى الحمى على نحو عادة القدماء * فعلى (372) أي المعنيين فهمتم فهو * حق (373) ، وأيضا معما قلناه من أمر الأورام * الحار (374) والحمى فالأجود في وقت المنتهى أن تدع الطبيعة والمثابرة على إنضاج * المرض (375) ولا تشغلها عنه بإنضاج غذاء تورده عليها في ذلك الوقت. فلهذه الأسباب ينبغي أن يستعمل في * المنتهى (376) التدبير الذي في الغاية القصوى من اللطافة. * وإذا (377) كان هذا هكذا فليس يمكن أن يستعمل في الأمراض التي منتهاها متأخر عن ذلك المقدار متداول ما يحدث التدبير الذي في الغاية القصوى من اللطافة. وذلك * أنك (378) إن فعلت هذا مات المريض قبل أن يبلغ إلى منتهى مرضه. وأما الأمراض التي * ينتهي (379) منتهاها بديا أعني في الاربعة الايام الأول فيمكن أن يستعمل فيها التدبير الذي هو في الغاية القصوى من اللطافة لأن في الطبيعة * احتملا (380) لترك الغذاء بتة والاقتصار على ماء العسل وعلى اليسير جدا من ماء الشعير. وهذا هو التدبير الذي في غاية اللطافة. وما كان دون هذا في اللطافة وهو الذي سماه التدبير الأغلظ فإنما يصلح الأمراض التي منتهاها متأخر عن هذا الوقت، وأمر أبقراط في هذه الأمراض أن يكون انحطاطنا في التدبير من الغاية القصوى من اللطافة إلى ما دون ذلك على حسب نقصان المرض عن الغاية القصوى، يعني بالمنتهى. وذلك أنه إذا كان المنتهى قريبا فينبغي أن يكون تغليظنا للغذاء PageVW1P000 يسيرا. وإذا كان أبعد فينبغي أن يكون تغليظنا للغذاء أزيد، وكلما كان المنتهى فيما يقدر أبعد فعلى حسب ذلك ينبغي أن يكون تغيير ظريق الغذاء.
8
[aphorism]
Page 376