Le Tafsir des Indications et Avertissements

Nasir al-Din al-Tusi d. 672 AH
39

Le Tafsir des Indications et Avertissements

الاشارات والتنبيهات

Chercheur

سليمان دنيا

Maison d'édition

دار المعارف - مصر

Numéro d'édition

الثالثة

إما ما تتألف منه الذات فيكون ذاتيا بالقياس إلى الذات

والبسيط المطلق لا ذاتي له بهذا المعنى

وإما ما هو نفس الذات فهو ذاتي بالقياس إلى جزئيات الذات المتكثرة بالعدد فقط

وكل ما سواهما مما يحمل على الذات بعد تقومها فيكون وجوده مغايرا لوجود الماهية فلا يكون محمولا عليها إذ الحمل يستدعي الاتحاد في الوجود

فهو والجمهور يجعلون الذاتي هو القسم الأول وحده وينكرون الثاني لكون الذاتي عندهم منسوبا إلى الذات والذات لا تنسب إلى نفسها

وبالجملة لا يخلو تعريف الذاتي من عسر ما والقدماء قد ذكروا له ثلاث خاصيات

إحداها أنه لا يمكن أن يتصور الشيء إلا إذا تصور ما هو ذاتي له أولا

وثانيها أن الشيء لا يحتاج في اتصافه بما هو ذاتي له إلى علة مغايرة لذاته فإن السواد هو لون لذاته لا لشيء آخر يجعله لونا فإن ما جعله سوادا جعله أولا لونا

وثالثها أن الذاتي يمتنع رفعه عما هو ذاتي له وجودا وتوهما

وهذه الخاصيات إنما توجد للذاتي

عند إحضاره بالبال مع الشيء الذي هو ذاتي له

ومن اللوازم العرضية ما يشارك الذاتي في الخاصتين الأخيرتين فإن الاثنين مثلا لا يحتاج في اتصافه بالزوجية إلى علة غير ذاته ولا يمكن رفع الزوجية عنه في الوجود ولا في التوهم

إلا أن الذاتي يلحق الشيء الذي هو ذاتي له قبل ذاته فإنه من علل ماهيته أو نفس ماهيته والعرضي اللازم يلحقه بعد ذاته فإنه من معلولاته وعلل الماهية غير علل الوجود

وقد أشار الشيخ في هذا الفصل إلى الفرق بينهما فقال ولست أعني بالمقوم المحمول الذي يفتقر الموضوع إليه في تحقق وجوده بل المحمول الذي يفتقر الموضوع إليه في ماهيتة

ثم قال ويكون داخلا في ماهيته جزءا منها مثل الشكل للمثلث

يريد به القسم الأول من الذاتي وهو الذاتي عند الجمهور وقد يقال له

Page 152