145

Tafsir Bayan Sacada

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

Genres

وادعوا شهدآءكم

[البقرة: 23] وان دون بمعنى الغير ولفظة من للتبعيض والظرف مستقر حال والمعنى حال كون الكافرين بعضا من غير المؤمنين والتقييد به للاشعار بعلة الحكم ولتحريك الغيرة فى المؤمنين، وقيل فى مثله اشياء اخر { ومن يفعل ذلك } اى اتخاذ الكافرين اولياء { فليس من الله في شيء } اى ليس فى شيء من النسب والولايات حال كونها ناشئة من الله او ليس فى شيء من المراتب والمعارج حال كونها بعضا من الله لان الله ذو المعارج { إلا أن تتقوا } استثناء مفرغ من قوله: { لا يتخذ المؤمنون } ، او من قوله: { ومن يفعل ذلك } اى الا لان تتقوا، او فى ان تتقوا، وفى الكلام التفات من الغيبة الى الخطاب { منهم } اى من شرهم واضرارهم { تقاة } قرئ بكسر القاف والياء المشددة وبفتح القاف والالف وهو مفعول مطلق او مفعول به فى معنى اسم المفعول يعنى ان خاف احد من الكافرين على نفسه او ماله او عياله او عرضه او اخوانه المؤمنين جاز له اظهار الموالاة مع الكافرين مخالفة لما فى قلبه لا انه يجوز مولاتهم حقيقة فان التقية المشروعة المأمور بها ان تكون على خوف من معاشرك ان اطلع على ما فى قلبك فتظهر الموافقة له بما هو خلاف ما فى قلبك ولا اختصاص لها بالكافر فانه ذكر فى حديث انه ذكر التقية عند على بن الحسين (ع) فقال: لو علم ابو ذر ما فى قلب سلمان لكفره { ويحذركم الله نفسه } فلا تتجاوزوا فى موالاتهم عن موضع الرخصة { وإلى الله } لا الى غيره { المصير } فلا ينبغى الموالاة لغيره ولا الحذر من غيره الا باذنه.

[3.29]

{ قل إن تخفوا ما في صدوركم } من المودة للكافرين وغيرها { أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض } تعميم بعد تخصيص { والله على كل شيء قدير } فيقدر على اعزازكم من دون موالاة الكافرين واذلالكم بموالاتهم فلا تتعرضوا لما نهاكم عنه ظنا منكم ان عزتكم تحصل منه.

[3.30]

{ يوم تجد } ظرف لتود او لقدير على معنى ظهور قدرته فى ذلك اليوم، او ليعلم ما فى السماوات، او ليعلمه الله على هذا المعنى، او لاذكر مقدرا { كل نفس } خيره وشريره { ما عملت } صورة ما عملت على تجسم الاعمال كما سبق تحقيقه او جزاء ما عملت او صحيفة ما عملت { من خير محضرا وما عملت من سوء } عطف على ما عملت من خير او لفظة ما شرطية وجملة { تود } جزاؤها وارتفاعه لكون الشرط ماضيا غير ظاهر فيه الجزم، او لفظة ما موصولة متضمنة لمعنى الشرط مبتدأ خبره جملة تود { لو أن بينها وبينه أمدا } غاية { بعيدا } ولفظة لو هذه مصدرية محذوفة الفعل او شرطية محذوفة الفعل والجواب اى لو ثبت ان بينها وبينه امدا بعيدا تود ذلك { ويحذركم الله نفسه } كرره للتوكيد والتذكير والتطويل فى مقام التهديد { والله رؤوف بالعباد } ولذا لا يعجل العقوبة للمسيئين ويحذرهم رأفة بهم جمع بين صفتى اللطف والقهر للترهيب والترغيب.

[3.31]

{ قل } ابتداء خطاب للهداية الى حق وصواب { إن كنتم تحبون الله } جملة شرطية وفعل الشرط محبة العباد مقيدة بالانتساب الى الله والتمكين فيها المستفاد من تخلل قوله (كنتم) فان الاتيان بلفظ كان فى امثال المقام للاشارة الى الاستمرار وكون الفعل كالسجية ومفهوم مخالفته انتفاء المحبة المتعلقة بالله الصائرة كالسجية وانتفاؤها اما بانتفاء المقيد او بانتفاء كل من القيدين { فاتبعوني } جزاء للشرط المذكور { يحببكم الله } جزاء للشرط المقدر المستنبط من الاتباع اللازم للمحبة المقيدة المذكورة والمقصود ان محبوبيتكم لله لازمة لاتباع الرسول (ص) بعد المحبة الثابتة الراسخة لله فمن لم يكن له محبة كأكثر اهل الجبال والرساتيق والاكراد والأعراب وغيرهم ممن لا يعرفون من المحبة الا حب المأكول والمشروب والوقاع، او كان له محبة ما؛ لكن كان محبته للارواح الخبيثة فقط او للارواح الخبيثة والطيبة شاعرا بان محبته للارواح الخبيثة كالابليسية والكهنة والثنوية يعنى المحققين المكاشفين منهم او غير شاعر كالهنود المرتاضين بالمخالفات الشرعية الظانين ان عالم الارواح واحد وقالوا: ان طريق الوصول اليه اما طريق التأسيسات الشرعية وهذا أبعد الطريقين، او طريق مخالفة النواميس الشرعية وهذا اقرب الطريقين، وكالمبايعين بالبيعة الخاصة مع من لم يكن اهلا للبيعة مثل اهل السلاسل الباطلة الباقية آثارهم الحقة فى ايدى المبطلين المتشبهين بالمحقين فان المبايعين لهؤلاء المبطلين كانت لهم محبة صادقة وبعد انحرافهم الى المبطلين صارت محبتهم محبة شيطانية وكل هؤلاء الفرق محبتهم للارواح الخبيثة ولمظاهرها الانسية شديدة وليست محبة الإلهية وهؤلاء ومن لم يكن لهم محبة اصلا لا يصيرون محبوبين لله سواء اتبعوا الرسول (ص) ظاهرا او لم يتبعوا، ومن كان له محبة الإلهية لكن لم يكن محبته راسخة كأكثر افراد الانسان الذين لم يستهلك فطرتهم تحت البهيمية والسبعية والشيطنة فانهم قد يتشأنون بشأن المحبة الالهية ويتألمون من بعدهم عن الحضرة الالهية ويتحسرون على تضييع أعمارهم فى غير الطلب لتلك الحضرة لم يفوزوا بالمحبوبية ما لم - يتمكنوا فى تلك المحبة باتباع رسول حق من الله، نعم ان تمكنوا فيها بسبب اتباع رسول حق فازوا بالمحبوبية لله تعالى ومن كان متمكنا فى المحبة الالهية كالمجذوبين والمبتاعين بالبيعة الخاصة مع من كان اهلا للبيعة لكن لم يكونوا ذوى عناية بالشريعة واتباع من كان اهلا لبيان احكام الكثرة لم يكن محبوبا لله تعالى وان لم يكن مبغوضا له ايضا، ومن كان متمكنا فى المحبة الالهية ثابتا فى اتباع الشريعة كان محبوبا لله تعالى مغبوطا لجملة المقربين وهذا تأديب من الله تعالى لاكثر السلاك البائعين بالبيعة الخاصة مع من كان اهلا للبيعة المغترين بالآيات والاخبار المثيرة للغرور مثل آية

ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا

[فاطر: 32] (الى آخر الآية) ومثل آية:

Page inconnue