132

Tafsir Bayan Sacada

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

Genres

جون برى غالب شود بر مردمى

كم شود از مرد وصف مردمى

هر جه كويد او برى كفته بود

زين سرى نه زان سرى كفته بود

جون برى را اين دم و قانون بود

كرد كار آن برى خود جون بود

وانكار الفلاسفة لذوات الجنة والشياطين وتأويلهم لها غير مسموع فى مقابل المشهود، وعن الصادق (ع) ان رسول الله (ص) قال

" لما اسرى بى الى السماء رأيت قوما يريد احدهم ان يقوم فلا يقدر ان يقوم من عظم بطنه فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ - قال: هؤلاء الذين يأكلون الربوا لا يقومون الا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس واذا هم بسبيل آل فرعون يعرضون على النار غدوا وعشيا يقولون ربنا متى تقوم الساعة "

، وفى خبر: آكل الربوا لا يخرج من الدنيا حتى يتخبطه الشيطان، او المقصود ان آكل الربوا لا يكون فى الدنيا الا كالمجنون فان المجنون أفعاله وأقواله خارجة عن ميزان عقل المعاش وهو خارج عن ميزان عقل المعاد، فلا فرق بينهما الا بشيء غير معتد به { ذلك } الأكل منهم بواسطة مغلطة وقعت منهم او ذلك العقاب لهم { بأنهم } قاسوا الربا بالبيع حيث رأوا جواز البيع بضعفى القيمة السوقية للسلعة فقاسوا هذا البيع فى زيادة الثمن عن قيمة السلعة بالبيع الربوى فى زيادة العوض عن اصل المال و { قالوا إنما البيع } بزيادة الثمن { مثل الربا } فى الزيادة فيصح الربا كما يصح هذا البيع فالتشبيه انما وقع فى زيادة العوض والاصل فى ذلك هو الربا لا فى الصحة حتى يرد ان الاصل فى الصحة هو البيع فينبغى ان يقول انما الربا مثل البيع وانما شبه البيع بالزيادة عن القيمة بالربوا كناية عن تشبيه الربا بالبيع فى الصحة ليكون ابلغ فأبطل تعالى قياسهم بقوله تعالى { وأحل الله البيع } حال بتقدير قد او عطف { وحرم الربا } يعنى ان الصحة والفساد ليسا بالتماثل فى الصورة انما هما بأمر الله ونهيه، قيل: كان الرجل منهم اذا حل دينه على غريمه فطالبه به قال المطلوب منه: زدنى فى الاجل وازيدك فى المال فيتراضيان عليه ويعملان به، فاذا قيل لهم: هذا ربا قالوا: هما سواء يعنون بذلك ان الزيادة فى الثمن حال البيع والزيادة فيه بسبب الاجل عند محل الدين سواء.

اعلم انهم كانوا فى الجاهلية يتجرون ويستربحون بان يدينوا مالا الى اجل بربح معلوم كما هو ديدن اهل زماننا وكانوا يقولون: هذا الربح عوض تعطيل مالنا عن التجارة، او يدينوا جنسا من مثل الحنطة والشعير الى اوان بلوغه بازيد من ذلك الجنس وكانوا يقولون ان كان قيمته عشرة معجلا صح ان نبيعه بخمسة عشر مؤجلا فصح ان نقرضه عشرة بخمسة عشر مؤجلا، ولما كان فى ذلك الاتكال على الربح وترك التوكل على الله وتعطيل الاعضاء والقوى عن الحركة فى طلب المعاش التى هى اعظم اقسام العبادات وتعطيل النفس عن التضرع والالتجاء الى الله المسالة منه واضرار المدين بأخذ ماله بلا عوض وترك اصطناع المعروف بالقرض الحسن وكل ذلك كان مخالفا لما اراده تعالى من عباده نهى الله تعالى عنه وشدد على فاعله، وفى الخبر

Page inconnue