96

Tafsir du Coran

تفسير ابن المنذر

Enquêteur

سعد بن محمد السعد

Maison d'édition

دار المآثر

Édition

الأولى

Année de publication

1423 AH

Lieu d'édition

المدينة النبوية

Genres

Tafsir
وقدم عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ وفد نصارى نجران ستون راكبا، فيهم أربعة عشر من أشرافهم، فِي الأربعة عشر منهم ثلاثة نفر إليهم يؤول أمرهم، العاقب أمير الْقَوْم، وذو رأيهم، وصاحب مشورتهم، وَالَّذِي لا يصدرون إِلا عَنْ رأيه، واسمه عَبْد المسيح، والسيد ثمالهم، وصاحب رحلهم مجتمعهم واسمه الأيهم، وأبو حارثه بْن علقمة أحد بكر بْن وائل أشفعهم وحبرهم، وإمامهم، وصاحب مدارسهم كَانَ أبو حارثة قَدْ شرف منهم، ودرس كتبهم حَتَّى حسن علمه فِي دينهم، فكانت ملوك الروم مِنْ أَهْلِ النصرانية قَدْ شرفوه، ومولوه، وأخدموه، وبنوا لَهُ
الكنائس، وبسطوا عَلَيْهِ الكرامات، لما يبلغوا عنه من علمه واجتهاده فِي دينه، فَلَمَّا وجهوا إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ من نجران جلس أبو حارثه عَلَى بغلته موجها، وإلى جنبه، أخ لَهُ يقال لَهُ: كوز بْن علقمة يسايره، إذ عثرت بغلة أبي حارثة، فَقَالَ كوز: تعس الأبعد يريد رَسُول اللهِ ﷺ، فَقَالَ لَهُ أبو حارثة: بل تعست أنت، قَالَ: ولم يَا أخي؟ قَالَ: والله إنه للنبي الَّذِي كنا ننتظر، قَالَ لَهُ كوز: فما يمنعك مِنْهُ، وأنت تعلم هَذَا؟ قَالَ: مَا صنع بِنَا هؤلاء الْقَوْم شرفونا، ومولونا، وأكرمونا، وقد أبوا إِلا خلافة، فلو فعلت نزعوا من كُلّ مَا ترى، فأضمر عليها مِنْهُ أخوه كوز بْن علقمة حَتَّى أسلم بعد ذَلِكَ، فَهُوَ كَانَ يحدث هَذَا الحديث عنه فيما بلغني

1 / 108