Tafsir Asma' Allah al-Husna by Al-Sa'di

Abd ar-Rahman as-Sa'di d. 1376 AH
45

Tafsir Asma' Allah al-Husna by Al-Sa'di

تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي

Chercheur

عبيد بن علي العبيد

Maison d'édition

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Numéro d'édition

العدد ١١٢-السنة ٣٣

Année de publication

١٤٢١هـ

Genres

تلك الصفة أكملها، وأعظمها فكل صفة من صفاته يستحق عليها أكمل الحمد، والثناء، فكيف بجميع الأوصاف المقدسة، فله الحمد لذاته، وله الحمد لصفاته، وله الحمد لأفعاله لأنها دائرة بين أفعال الفضل، والإحسان، وبين أفعال العدل، والحكمة التي يستحق عليها كمال الحمد، وله الحمد على خلقه، وعلى شرعه، وعلى أحكامه القدرية وأحكامه الشرعية، وأحكام الجزاء في الأولى، والآخرة، وتفاصيل حمده، وما يحمد عليه لا تحيط بها الأفكار، ولا تحصيها الأقلام١. ٢٦ - الحي٢: (الحي القيوم) قال رحمه الله تعالى: "الحي القيوم كامل الحياة والقائم بنفسه. القيوم لأهل السماوات والأرض القائم بتدبيرهم وأرزاقهم وجميع أحوالهم فالحي: الجامع لصفات الذات، والقيوم: الجامع لصفات الأفعال٣ وجمعهما في غاية المناسبة كما جمعهما الله في عدة مواضع من كتابه كقوله: ﴿اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم﴾ ٤، وذلك أنهما محتويان على جميع صفات الكمال، فالحي هو كامل الحياة، وذلك يتضمن جميع الصفات الذاتية لله كالعلم والعزة والقدرة، والإرادة، والعظمة، والكبرياء، وغيرها من صفات الذات المقدسة. والقيوم هو كامل القيومية الذي قام بنفسه، وعظمت صفاته، واستغنى عن جميع مخلوقاته، وقامت به الأرض، والسماوات، وما فيهما من المخلوقات،

١ الحق الواضح المبين (ص٣٩ و٤٠). ٢ ودليل هذا الاسم قال تعالى: ﴿اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم﴾ (البقرة: ٢٥٥). ٣ التفسير (٥/ ٦٢٧) و(١/ ٣١٣). ٤ البقرة (٢٥٥).

1 / 191