182

Tafsir and Interpretation in the Quran

التفسير والتأويل في القرآن

Maison d'édition

دار النفائس

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٦ هـ/ ١٩٩٦ م

Lieu d'édition

الأردن

Genres

القسم الأول: لا يمكن لعالم تأويله إلا بالاطلاع علي تأويل الرسول ﷺ له. وقد أورد ثلاث آيات، تدلّ علي أنّ الله أوكل لرسوله ﷺ مهمة بيان القرآن وتأويله، ثم قال: «إنّ مما أنزل الله علي نبيه ﷺ، ما لا يوصل إلي علم تأويله إلا ببيان الرسول ﷺ». وذلك تأويل جميع ما فيه: من وجوه أمره ونهيه، ووظائف حقوقه وحدوده، ومبالغ فرائضه ... وما أشبه ذلك من أحكام آياته، التي لا يدرك علمها إلا بالبيان الذي قدّمه الرسول ﷺ لأمته. وهذا الوجه لا يجوز لأحد القول فيه، إلا ببيان رسول الله ﷺ وتأويله، وذلك بالاطلاع علي بيان الرسول ﵊. القسم الثاني: تأويله خاصّ بالله الواحد القهار، ولا يعلمه أحد من الناس. وهو ما في القرآن من الخبر عن آجال حادثة، وأوقات آتية، كوقت قيام الساعة، والنفخ في الصور، ونزول عيسي بن مريم، وما أشبه ذلك. فإنّ تلك الأوقات لا يعلم أحد حدودها، ولا يعرف أحد من تأويلها إلا الخبر بأشراطها. لأن الله استأثر بالعلم بها، ولم يطلع عليها أحدا من خلقه. قال تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ، أَيَّانَ مُرْساها، قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي، لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ، ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ والْأَرْضِ، لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً، يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها، قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ، ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (١).

(١) سورة الأعراف: ١٨٧.

1 / 192