Tafsir al-Uthaymin: Ghafir
تفسير العثيمين: غافر
Maison d'édition
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٣٧ هـ
Lieu d'édition
المملكة العربية السعودية
Genres
نَقول: لا، مُرادُنا بـ "التَّنزيه عن النَّقْص": أنَّ صِفاتِه الكامِلةَ مُنزَّهة عن النَّقْص، فقوَّتُه لا يَعتَريها نَقْص ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (٣٨)﴾ [ق: ٣٨]، وعِلْمه لا يَعتَريه نَقْص ﴿فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي﴾ أي: لا يَجهَل ﴿وَلَا يَنْسَى﴾ [طه: ٥٢]، فمُرادُنا بالنقص أن كَماله لا يَعتَريه النَّقْص، وأمَّا نفيُ المُماثَلة؛ فلأَنَّ الله نصَّ على نفيها، فيَنبَغي أن نَتَّبع في ذلك القُرآنِ أن نَقول: مُنزَّهٌ عن مُماثَلة المَخلوقين.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: وَصْف الله ﷿ بالكَمال والإفضال؛ لقوله: ﴿بِحَمْدِ رَبِّهِمْ﴾؛ لأن الحَمْد وَصْف المحمود بالكَمال والإفضال؛ لأن الله يُحمَد على كَماله، مثل قوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ﴾ [الأنعام: ١]، وكذلك مِثْل قوله: ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ﴾ [الإسراء: ١١١]، كل هذا حَمْد على الكَمال، ويُحمَد على إِفْضاله؛ لقول النبيِّ ﷺ: "إِنَّ الله لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ يَأْكلُ الْاكلَةَ فَيَحْمَدُهُ عَلَيْهَا، وَيَشْرَبُ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدُهُ عَلَيْهَا" (^١) هذا حمد على الإِفْضال.
إِذَن: يُستَفاد كَمال الله ﷿ وإفضاله؛ لقوله: ﴿بِحَمْدِ رَبِّهِمْ﴾.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: أن كَمال الكَمال بنَفْي النَّقْص، أو بالجمع بين نَفْي النَّقْص وإثبات الكَمال، فكَمال الكَمال أن تَجمَع بين النَّفيِ والإثبات في الكَمال، يُؤخَذ من قوله: ﴿يُسَبِّحُونَ﴾ هذا نَفيُ النَّقائِص، ﴿بِحَمْدِ رَبِّهِمْ﴾ إثبات.
إِذَنْ: كَمال الكَمال بالجمْع بين النَّفيِ والإثبات.
(^١) أخرجه مسلم: كتاب الذكر والدعاء، باب استحباب حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب، رقم (٢٧٣٤)، من حديث أنس ﵁.
1 / 92