305

Tafsir Al-Uthaymeen: Ya-Sin

تفسير العثيمين: يس

Maison d'édition

دار الثريا للنشر

Genres

أراد شيئًا أن يقول له: ﴿كُنْ﴾ فيكون، فلا يحتاج إلى إحضار آلات بناء مثلًا، أو إلى جنود يساعدونه، ولا إلى أن يعمل بيده ﷿، بل يقول: ﴿كُنْ﴾ فيكون. وقوله ﵀: [شأنه] قد ينازع فيها، ويقال: إن المراد بالأمر أمر التكوين، يعني أمره أن يقول: ﴿كُنْ﴾ بدون أن يكرر كما في قوله: ﴿وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (٥٠)﴾ (^١) فجعل الأمر واحد الأوامر. والمؤلف يريد أن يجعل الأمر واحد الأمور.
ويمكن أن نقول بالأمرين جميعًا نقول: شأنه ﷿ في تمام قدرته أن يقول للشيء: (كن) فيكون، وأمره إذا أراد الشيء أن يقول: (كن) بدون تكرار، ﴿فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (١٣) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (١٤)﴾ (^٢). ﴿إِذَا أَرَادَ شَيْئًا﴾ قال المؤلف ﵀: [أي خلق شيء ﴿أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢)﴾ أي: فهو يكون]. والأولى أن لا نقيد ﴿شَيْئًا﴾ بالخلق، بل نقول: إذا أراد شيئًا خلقًا، أو إعدامًا، فالأولى إبقاء الآية على إطلاقها ﴿شَيْئًا﴾ سواء كان خلقًا، أو إيجادًا، أو إعدامًا وإتلافًا. ولكن الذي حمل المؤلف ﵀ على أن يقول: [خلق شيء] لأن السياق للاستدلال على الخلق، وهو الإيجاد، فلهذا خصها به، ولكننا إذا قلنا: إنها على إطلاقها فإنها لا تمنع الخلق كما لا تمنع الإعدام. فالأولى أن يقال: ﴿إِذَا أَرَادَ شَيْئًا﴾ أي إيجاد شيء وخلقه، أو إعدامه.

(^١) سورة القمر، الآية: ٥٠.
(^٢) سورة النازعات، الآية: ١٣.

1 / 306