144

Tafsir al-Uthaymeen: Surah

تفسير العثيمين: ص

Maison d'édition

دار الثريا للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Lieu d'édition

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

﴿إِنَّهُ أَوَّابٌ (٣٠)﴾ هذا سبب ثناء الله ﷿ على سليمان ﴿إِنَّهُ﴾ أي: سليمان. ﴿أَوَّابٌ﴾ أي: رجّاع إلى الله ﷿، سواء كان ذلك بترجيع الصوت بالذِّكر، أو بالرجوع إلى طاعة الله ﷿. والظاهر أن الآية شاملة للمعنيين: ﴿إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ رجّاع إلى طاعة الله، و﴿أَوَّابٌ﴾ رجّاع بالتسبيح، أي: يرجّع الصوت به ويردِّده. يقول المؤلف ﵀: [رجّاع بالتسبيح والذِّكر في جميع الأوقات] ولكن الصحيح أنه أعم مما قال المؤلف؛ أنّه رجّاع بالتسبيح والذِّكر، وكذلك رجّاع إلى الله بالتوبة والطاعة. وقوله: ﴿إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (٣١)﴾. ﴿عُرِضَ﴾ العارض، أبهمه للتفخيم، لأن الفعل هنا مبني للمجهول. يعني كأنه يوحي بأنّ له جنودًا كثيرة يعرضون عليه ما يعرِضون. وقوله: ﴿بِالْعَشِيِّ﴾ هو ما بعد الزوال إلى غروب الشمس، وقوله: ﴿بِالْعَشِيِّ﴾ الباء هنا للظرفية؛ أي: فيه، ولكن الغالب أنّ الباء إذا جاءت في مكان "في" أنها تكون مستوعبة لجميع الوقت، كأنّ العشي صار كله مُستَوعبًا؛ لهذا العرض، لكثرة الخيول التي تُعرَض عليه. ﴿الصَّافِنَاتُ﴾ الصافنات مرفوعة وهي نائب فاعل ﴿عُرِضَ﴾. فإذا قال قائل: ﴿الصَّافِنَاتُ﴾ جمع، والفعل مذكر ﴿عُرِضَ﴾ وهذا جمع ذات حِرٍ، يعني جمع مؤنث حقيقي، وابن مالك يقول في تاء التأنيث:

1 / 149