334

Tafsir Al-Uthaymeen: Stories

تفسير العثيمين: القصص

Maison d'édition

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٦ هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

ومنه سَمَّوُا القَرَابَةَ عُصْبةً؛ لأنهم يَشُدُّون أَزْرَ قَرِيبِهم، وهُمُ الجماعة ذَوُو القُوَّةِ.
وبعض الْعُلَمَاءِ يَقُولُ: مِنْ ثَلَاثَةِ إِلَى سَبْعَةِ.
وبعضُهم يزيدُهم إِلَى عَشَرَةٍ.
وبعضُهم يقول -كَمَا قال المُفَسِّرُ ﵀: سَبْعُون، أو: أربعُون.
والمسألة فيها خلافٌ، ولكن الظَّاهِرُ لَنَا أَنَّهُمْ هُمُ الْجَمَاعَةُ الَّذِينَ يَشُدُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونُوا ذَوِي كَثْرَةٍ، وَلَا حَاجَةَ إِلَى حَدِّهم.
لَكِنْ مَعَ كَوْنِهِمْ جماعة مجتمعين فهُم أقوياء، فاجتَمَع هنا في حَقِّهِم أمرانِ: القوة بالكيفية، والعَدَد بالكَمِّيَّة، فصارت عندهم كَمِّيَّة وكيفية، هَذِهِ الْجَمَاعَةُ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى حَمْلِ المفاتيح فقط لكانت المفاتيح تُثْقِلُهم، نقول: مفاتيحه لا يحملونها العَشَرَة أصحابُ القُوَّة! إِذَا كَانَ هَكَذَا فما بالُك بالخزائن! يعني: غني جدًّا بعطاء اللَّهِ تعالى لَهُ.
قَوله تعالى: ﴿إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ﴾ أي: الناصحون له، وَهُمْ كَمَا قَالَ المُفَسِّرُ ﵀: المؤمنون؛ لِأَنَّهُ لَا يَنصح مِثْلَ هَذِهِ النصيحة إِلَّا رَجُلٌ مُؤْمِنٌ، والإضافة فِي قَوْلِهِ: ﴿إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ﴾ تُفيد بيانَ أَنَّ هَؤُلَاءِ عَلَى جَانِبٍ كَبِيرٍ مِنَ النُّصح؛ لِأَنَّ مَنْ كَانَ مِنْ قَوْمِك فَإِنَّهُ يَبْعُدُ أَنْ يَغُشَّك، وَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ ناصحًا لك.
وقوله: ﴿لَا تَفْرَحْ﴾: ﴿لَا﴾ ناهِيَة، والفرح يَنْقَسِمُ إِلَى قِسْمَيْنِ: فَرَحٌ يكون سُرورًا لَا يُحْمَلُ عَلَى الأَشَرِ والبَطَر، بَلْ يَكُونُ حاملًا لِلْإِنْسَانِ عَلَى رضاه بنعمة اللَّهِ ﷾، وقيامِه بِمَا أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِيهَا.
والثاني: فَرَحُ بَطَرٍ وتَرَفُّع، وعُدوان، وبَغْيٍ، وَهَذَا هُوَ الْفَرَحُ الَّذِي نَهَى عَنْهُ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ قارونَ.

1 / 338