53

Tafsir Al-Uthaymeen: Saba

تفسير العثيمين: سبأ

Maison d'édition

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٦ هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

للعِناية بهذا المُنَزَل إليه، والمُنزَل أيضًا. وقوله تعالى: ﴿مِنْ رَبِّكَ﴾ تَقدَّم أنَّ مَعنَى الرُّبوبية هو الخَلْق والمِلْك والتَّدبير، فالله تعالى خالِق النبيِّ ﷺ ومالِكُه ومُدبِّرُه. وقول المُفَسِّر ﵀: [أَيِ: الْقُرْآنَ ﴿هُوَ﴾ فَصْلٌ ﴿الْحَقَّ﴾] هذا هو المَفعول الثاني، و(هو) ضمير فَصْلٍ، لَفْظُه لفظُ الضمير لكنَّه ليس ضَميرًا؛ ولذلك لا نَقول: إنَّه اسمٌ، وأيضًا لا نَقول: له مَحَلٌّ من الإعراب، يَعنِي: لا مَحَلَّ له من الإعراب، وليس باسْمٍ، لكنه جِيء به للفَصْل. والدَّليل على أنه لا مَحَلَّ له من الإعراب قولُه تعالى: ﴿لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ﴾ [الشعراء: ٤٠]، ولو كان له مَحَلٌّ من الإعراب لقال: (هم الغالِبون) فلَما قال: ﴿هُمُ الْغَالِبِينَ﴾؛ وصارَت ﴿الْغَالِبِينَ﴾ خبَرَ (كانَ)، دلَّ ذلك على أنَّ هذا الضميرَ ليس له مَحَلٌّ من الإعراب، لكن ما فائِدتُه؟ الجوابُ: ذكَرَ العُلَماءُ ﵏ أن له ثَلاثَ فَوائِدَ: الفائِدةُ الأُوْلَى: الفَصْل بين الصِّفة والخبَر. الفائِدةُ الثَّانِيَةُ: الحَصْر. الفائِدةُ الثَّالِثَةُ: التوكيدُ. أما وَجْه كَوْنِه فاصِلًا بين الصِّفة والخَبَر فلو قُلْت: "زيدٌ الفاضِلُ"؛ (الفاضِل): هنا يُحتَمَل أنها صِفةٌ لـ (زَيْدٌ)، وأنَّ الخبَر لم يَأتِ، فيَكون الإنسانُ الآنَ مُترَقِّب للخبَر، كأَنْ يَكونَ تَقديره: (زَيدٌ الفاضِلُ حاضرٌ)، وإذا قُلتَ: "زيد الفاضِلُ حاضرٌ"؛ صارت (الفاضِلُ) هنا صِفةً بلا شَكٍّ و(حاضِرٌ) خَبَرًا، فإذا قُلتَ: "زيد الفاضِلُ"

1 / 59