274

Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma

تفسير العثيمين: جزء عم

Maison d'édition

دار الثريا للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Lieu d'édition

الرياض

Genres

يعقلون، ولو علم الله فيهم خيرًا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون﴾ [الأنفال: ٢٢-٢٣ [فهؤلاء الكفار من اليهود والنصارى والمشركين هم شر البرية عند الله ﷿، وإذا كانوا هم شر البرية فلن نتوقع منهم إلا كل شر، لأن الشرير ينبثق منه الشر، ولا يمكن أبدًا أن نحسن الظن بهم، قد نثق بالصادقين منهم كما وثق النبي ﷺ بالمشرك، عبد الله بن أريقط، حين استأجره ليدله على طريق الهجرة (^١)،
لكن غالبهم وجمهورهم لا يوثق منهم، لأنهم شر، ولما ذكر الله حكم هؤلاء الكفار من اليهود والنصارى والمشركين ذكر حكم المؤمنين فقال: ﴿إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية﴾ والقرآن الكريم مثاني تثنى فيه المعاني، فيؤتى بالمعنى وما يقابله، ويأتي بأصحاب النار وأصحاب الجنة، ويأتي بآيات الترهيب وآيات الترغيب، وهلم جرا، لأجل أن يكون الإنسان سائرًا إلى الله ﷿ بين الخوف والرجاء، ولئلا يمل، فإن تنويع الأساليب وتنويع المواضيع لا شك أنه يعطي النفس قوة واندفاعًا، بخلاف ما لو كان الكلام على وتيرة واحدة، فإن الإنسان قد يمل ولا تتحرك نفسه ﴿إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية﴾ فخير خلق الله ﷿ هم الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وهم على طبقات أربع بينها الله في قوله: ﴿ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين﴾ [النساء: ٦٩] . هذه الطبقات الأربع هي طبقات المؤمنين أعلاها: طبقة النبوة، وأعلى طبقات النبوة طبقة الرسالة، ثم بعد النبوة الصديقية، وعلى رأس الصديقين أبو بكر ﵁.

(^١) اخرجه البخاري كتاب مناقب الأنصار باب هجرة النبي ﷺ وأصحابه إلى المدينة (٣٩٠٥) عدا اسم الدليل، وأنظر حديث رقم (٢٢٦٣) ..

1 / 280