270

Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma

تفسير العثيمين: جزء عم

Maison d'édition

دار الثريا للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Lieu d'édition

الرياض

Genres

تفسير سورة البينة
﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَبِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ * وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَبَ إِلَاّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ * وَمَآ أُمِرُواْ إِلَاّ لِيَعْبُدُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُواْ الزَّكَوةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ﴾ .
البسملة تقدم الكلام عليها.
يقول الله ﷿: ﴿لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين﴾ يعني ما كان الكفار من ﴿أهل الكتاب﴾ وهم اليهود والنصارى، سموا بذلك لأن صحفهم بقيت إلى أن بعث النبي ﷺ مع ما فيها من التحريف والتبديل والتغيير، ولكن هم أهل الكتاب، فاليهود لهم التوراة، والنصارى لهم الإنجيل ﴿والمشركين﴾ المشركون هم عبدة الأوثان من كل جنس من بني إسرائيل ومن غيرهم، لم يكن هؤلاء ﴿منفكين﴾ أي تاركين لما هم عليه من الشرك والكفر ومنفكين عنه ﴿حتى تأتيهم البينة﴾ والبينة ما يبين به الحق في كل شيء، فكل شيء يبين به الحق فإنه يسمى بينة، ولهذا قال النبي ﵊: «البينة على المدعي» (^١)، فكل ما بان به الحق فهو بينة، ويكون في كل شيء بحسبه، فما هي البينة التي ذكرها الله هنا؟ البينة قال ﴿رسول من الله﴾ وهذا الرسول هو النبي ﷺ محمد رسول الله ابن

(^١) أخرجه الترمزي أبواب الأحكام، باب ما جاء في أن البينة على المدعي (١٣٤١) .

1 / 276