248

Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma

تفسير العثيمين: جزء عم

Maison d'édition

دار الثريا للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Lieu d'édition

الرياض

Genres

ممنون﴾ غير مقطوع، ولا ممنون به أيضًا فكلمه ﴿ممنون﴾ صالحه لمعنى القطع، وصالحة لمعنى المنة، فهم لهم أجر لا ينقطع، ولا يمن عليهم به، يعني أنهم إذا استوفوا هذا الأجر لا يمن عليهم فيقال أعطيناكم وفعلنا وفعلنا، وإن كانت المنة لله ﷿ عليهم بالإيمان والعمل الصالح والثواب، كلها منّة من الله لكن لا يمن عليهم به، أي: لا يؤذون بالمن كما يجري ذلك في أمور الدنيا، إذا أحسن إليك أحد من الناس فربما يؤذيك بمنه عليك، في كل مناسبة يقول: فعلت بك، أعطيتك وما أشبه ذلك.
ثم قال الله ﵎: ﴿فما يكذبك بعد بالدين﴾ انتقل الله تعالى من الكلام على وجه الغيبة إلى الكلام على وجه المقابلة والخطاب قال: ﴿فما يكذبك بعد بالدين﴾ أي: أي شيء يكذبك أيها الإنسان بعد هذا البيان ﴿بالدين﴾ أي بما أمر الله به من الدين، ولهذا كلما نظر الإنسان إلى نفسه وأصله وخلقته، وأن الله اجتباه وأحسن خلقته، وأحسن فطرته فإنه يزداد إيمانًا بالله ﷿، وتصديقًا بكتابه وبما أخبرت به رسله. ثم قال: ﴿أليس الله بأحكم الحاكمين﴾ وهذا الاستفهام للتقرير يقرر الله ﷿ أنه أحكم الحاكمين، وأحكم هنا اسم تفضيل وهو مأخوذ من الحكمة، ومن الحكم، فالحكم الأكبر الأعظم الذي لا يعارضه شيء هو حكم الله ﷿، والحكمة العليا البالغة هي حكمة الله ﷿ فهو ﷾ أحكم الحاكمين قدرًا وشرعًا، وله الحكم، وإليه يرجع الأمر كله. نسأل الله تعالى أن يرزقنا العلم بكتابه، وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إنه على كل شيء قدير.

1 / 254