Tafsir Al-Uthaymeen: As-Sajdah

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
9

Tafsir Al-Uthaymeen: As-Sajdah

تفسير العثيمين: السجدة

Maison d'édition

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٦ هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

الآية (٣) * قالَ الله ﷿: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ﴾ [السجدة: ٣]. * * * ثم قال: [﴿أَمْ﴾ بل ﴿يَقُولُونَ افْتَرَاهُ﴾ محمدٌ؟ لا]. ﴿أَمْ﴾ يقول المُفَسِّر إنَّها بمعنى [بل] إذَنْ فهي للإضراب الإنتقاليِّ، وليست للإضراب الإبطاليِّ؛ لأنَّها لم تُبْطِل ما سَبَقَها، ولكنَّها مع ذلك مُضَمَّنةٌ معنى بل والهمزة، وأَصْلها: بل أَيَقُولون افْتَراه؟ والإسْتِفْهامُ في هذه الآية للإِنْكارِ بدليلِ قوله ﵀: [لا]، يعني أنه ليس مُفْترًى، والإفتراءُ معناه الكَذِب، فمعنى ﴿افْتَرَاهُ﴾ أي: كَذَب بادِّعائِهِ أنَّه من عند الله. وقوله تعالى: ﴿بَلْ هُوَ﴾ أي: القرآنُ أو الكِتابُ؛ كما عبَّر الله به. وقوله تعالى: ﴿الْحَقُّ﴾ أي: الثَّابتُ الذي لا يَتَزَلْزَل، وهو الحقُّ المشتَمِلُ على كلِّ خيرٍ. وقوله تعالى: ﴿مِنْ رَبِّكَ﴾ حالٌ من قوله: ﴿هُوَ﴾ يعني: حالَ كَوْنِه من ربِّك، وتأمَّلْ في الآية الأُولى قال: ﴿مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ وهنا قال: ﴿مِنْ رَبِّكَ﴾ لأنَّ الذي اتُّهِمَ بالإفتراءِ هو الرَّسولُ ﷺ، فأراد الله تعالى أن يُبَيِّنَ أنَّ الرَّسولَ ﷺ لا يُمْكِن أن يَفْتَرِيَ الكَذِبَ؛ لأنَّ له من الله ربوبيَّةً خاصَّةً وهي قوله: ﴿مِنْ رَبِّكَ﴾ فالرُّبوبيَّةُ هنا

1 / 14