56

Tafsir Al-Uthaymeen: As-Sajdah

تفسير العثيمين: السجدة

Maison d'édition

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٦ هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

خَلَقَهم الله تعالى من نور، وجعلهم من السَّامعين المطيعينَ له، وأَقْدَرَهُم على فِعْلِ المأمورِ؛ لقوله ﷾: ﴿وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ﴾ [الأنبياء: ١٩] وقوله ﷾: ﴿يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ﴾ [الأنبياء: ١٩] وقال ﷾: ﴿عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: ٦] لكمالِ الإمتثالِ وكمالِ القُدْرَة. الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: تمام تنظيمِ الله ﷿ للأُمُورِ وإحكامه لها؛ لقوله تعالى: ﴿الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ﴾ فإنَّ كلَّ مَلَكٍ مُوَكَّلٌ بِشَيءٍ من الأشياء لتمامِ النِّظَامِ وإحْكَامِهِ وإِحْسانِهِ. الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: عَظَمَةُ سُلْطانِ الله؛ تُؤخَذُ من قوله تعالى: ﴿الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ﴾ وقد سبق لنا: أنَّ هذا التَّوْكيلَ ليس عَجْزًا من الله ﷿ ولكِنَّه نظامُ سُلْطَانِهِ وعَظَمَتِه. الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: إثباتُ الرُّجُوعِ إلى الله؛ لقوله ﷾: ﴿ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾، وُيؤْخَذُ منه إثباتُ الجَزاءِ؛ لأنَّه هذا هو المقصودُ مِن قوله تعالى: ﴿ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾. * * *

1 / 61