24

Tafsir Al-Uthaymeen: Ar-Rum

تفسير العثيمين: الروم

Maison d'édition

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٦ هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

وَقَدْ يُسمي أحدُهم وَلده بـ (حكيم) وهُوَ مِن أسْفَهِ النّاس، وَكَذلِكَ قدْ يُسمِّيه بـ (محُسن) وهُوَ مِن أشَدِّ النّاس جَوْرًا فضْلًا عَن الإحسَان، أمَّا (عبْدُ الحكِيم) فيَجُوزُ، ولَيْس فِيه شَيْءٌ، وَكَذلِكَ (عَبْد الحمِيدِ)، لأَنَّ الحمِيدَ مِنْ أسْمَاءِ الله ﷿، قَال تَعالَى: ﴿هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ [فاطر: ١٥]. لَوْ قَالَ قَائِلٌ: قوْله تَعالَى: ﴿غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ﴾ إِلَى آخِرِه، هَل نقِفُ عَلَى الآيَات ولو تعَلَّق بِها ما بَعْدَها، أو نَصِلُ ونُرَاعِي المعْنَى؟ قُلْنَا: في هَذا قَوْلانِ لأَهْلِ العلْمِ: فمِنْهم مَن يَرَى أنْ نَقِف عَلَى الآيَات، وَيقُولُ هَذا هُوَ الوَارِدُ عَنِ النّبيّ ﷺ، أنَّهُ كَان يقْرَأُ القرآنَ آيَةً آيَةً (^١)، والدّليلُ عَلَى ذَلِك أنَّ الله ﷿ جعلَها آيَةً فتَقِفُ علَيْها ولَوْ تعلَّقَ بِها مَا بعْدَها، وَهَذا كثِيرٌ فِي القرآنِ، كَما فِي قوْلِه ﷾: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ﴾ [الماعون: ٤]، هَذِهِ آيَةٌ فيَجوُز أنْ نقِفَ، وقوْلُه ﷾: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (٢١٩) فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾ [البقرة: ٢١٩]، فيَجُوزُ أنْ نَقِفَ عَلى: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ﴾، وقوله تَعالَى: ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ﴾ آيَةٌ، وقوله تَعالَى: ﴿بِنَصْرِ اللَّهِ﴾ إِلَى آخِرِ الآيَةِ. وبعْضُ أهلِ العلْم يَرى أنْ تراعِي المعْنَى فتقِفَ عنْدَ انتِهَاءِ المعْنَى، ولَا تفصِلَ الآيَة عَنْ آيَةٍ تتعلَّقُ بِها. وَلو قِيل بالتَّفْصيل، فَإِذا كانَ يَسْرِدُ وهُوَ يقْرَأُ فإِنَّهُ يَقِفُ عَلَى كُلِّ آيَةٍ؛ لأَنَّ الكلامَ لَنْ ينْقَطِع بَلْ سيَتَّصِل ويتَّضِحُ المعْنَى، وَإِذا كنْتَ تُريد أنْ تتكَلَّم عَلَى معَانِي

(^١) أخرجه أبو داود: كتاب الحروف والقراءات، رقم (٤٠٠١).

1 / 30