تفسير العثيمين: الشعراء

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
76

تفسير العثيمين: الشعراء

تفسير العثيمين: الشعراء

Maison d'édition

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٦ هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

ونسمع أيضًا أَنَّهُ من الأساليب أَنَّهُم يجوّعون السِّبَاع الضارِيَةَ ثم يرسلونها عَلَى السجناءِ تَنْهَشُهُم، ولا يستطيعون الدفاعَ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ عندهم القُدْرَة، مثلما فعل الحَجَّاج بِجَحْدَرِ بنِ مالِكٍ، فَإِنَّهُ كَانَ منَ الخوارِجِ، فقَبَضَه، وكان شُجاعًا جِدًّا، فلمّا قَبَضَه حَبَسَه وأتى به، وقال: إنّا مُلْقُوك إِلَى الأسدِ، وإنّا سنقيِّد يَدَكَ، وأنت وشأنك، فأتى بأسدٍ فأجاعه ثلاثة أيامٍ، ثم قال له جَحْدَر: أَعطِني سيفًا، وشُدَّ إِحدى يَدَيَّ، فأعطاه السيفَ وشدّ إحدى يديه، ثم ألقاه إِلَى الأسد والأسد جائعٌ ثلاثةَ أيامٍ لم يأكلْ، يقولون فِي ترجمته: فلمّا وثبَ عليه الأسدُ ضَرَبَه فِي نَحْرِهِ بالسيفِ بيدٍ واحدةٍ، فخرَّ الأسدُ صَريعًا، فأطلقه الحجاجُ؛ لقوتِه وشجاعته (^١). فهذه الأساليبُ أيضًا ممَّا يَعْمِدُ إليه أهلُ الظلمِ - وَالْعِيَاذُ بِاللهِ - بالسجناءِ. والمهمُّ أنَّ الآيةَ الكريمةَ لَيْسَ فيها ذِكْر ما يُفعل بمُوسَى، إنَّما فيها أَنَّهُ سيكونُ مِنَ المسجونينَ؛ أي من جملةِ مَن يُسْجَن. * * *

(^١) تاريخ دمشق (١٢٢/ ١٤٨)، والبداية والنهاية لابن كثير (٩/ ١٤٥) ط إحياء التراث.

1 / 81