168

تفسير العثيمين: الشعراء

تفسير العثيمين: الشعراء

Maison d'édition

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٦ هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

وأمَّا الإذنُ فهو شَرْطٌ أيضًا حَتَّى معَ رضا اللهِ عن هَذَا وهذا، فلا بدَّ أيضًا منَ الإذنِ، والله ﵎ لا يَأْذَنُ بالشَّفاعةِ إِلَّا لِمَن يَرضاه، فصارَ لا بدَّ منَ الشَّرطينِ، فلا يُقال مثلًا: إنه إذا ارتضى شخصًا فَإِنَّهُ لا بدَّ أن يأذنَ له، فقد يأذَنُ وقد لا يأذنُ، ولكن نَعْلَم أَنَّهُ لن يأذنَ إلَّا لمِنِ ارْتَضَى، وهَؤُلَاءِ لا يَرْتَضِيهم اللهُ.
فوائد الآية الكريمة:
الْفَائِدَةُ الْأُولَى: انْتِفَاءُ الشَّفاعَةِ عن المكذِّبين للرُّسل وأنَّه لا يُشفع لهم، وتُؤْخَذ من قَوْلِهِ: ﴿فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ﴾.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: إِثْبات الشَّفاعَة للمُؤمِنينَ، ويُؤْخَذ من قولِهم: ﴿فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ﴾، فنَفَوْا أن يكونوا منَ الشافعينَ، ومفهومُ هذا أن المُؤمِنينَ لهم شفاعة، كَأنَّهم لَمَّا رَأَوْا أن المُؤمِنينَ يَشفعونَ بعضهم لبعضٍ، قالُوا: نحن ما لنا مِن شافعينَ ﴿وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾ [الشعراء: ١٠١].
* * *

1 / 173