Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
48

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

تفسير العثيمين: الكهف

Maison d'édition

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٣ هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

فإنه من المعلوم أنه غيب بالنسبة لقوم وشهادة بالنسبة لآخرين. (أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ) هذا يسميه النحويون فعل تعَجُّب. (أَبْصِرْ بِهِ) بمعنى ما أبصره. (وَأَسْمِعْ) بمعنى ما أسمعه، وهو أعلى ما يكون من الوصف، والله ﵎ يبصر كل شيء، يبصر دبيب النملة السوداء على الصخرة السوداء في ظلمة الليل، ويبصر ما لا تدركه أعين الناس مما هو أخفى وأدق، وكذلك في السمع، يسمع كل شيء، يعلم السر وأخفى من السر ويعلم الجهر) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى) (طه: ٧). تقول عائشة ﵂ في قصة المجادلة التي ظاهر منها زوجها، وجاءت تشتكي إلى الرسول ﷺ وكانت عائشة في الحجرة، والحجرة صغيرة كما هو معروف، وكان الرسول ﷺ يحاور المرأة وعائشة يخفى عليها بعض الحديث، والله يقول: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (المجادلة: ١). تقول عائشة ﵂ "الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، إني لفي الحجرة وإنه ليخفى عليَّ بعض حديثها" (^١)، والله

(^١) رواه الإمام أحمد (٢٤١٩٥) والنسائي: كتاب: الطلاق، باب: الظهار، (٣٤٩٠). وابن ماجه: كتاب: المقدمة، باب: فيما أنكرت الجهمية، (١٨٨). وكلهم بأتم مما ذكر البخاري. ولفظهم أن عائشة ﵂ قالت: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادلة إلى النبي ﷺ وأنا في ناحية البيت تشكو زوجها وما أسمع ما تقول فأنزل الله: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا) (المجادلة: من الآية ١) إلى آخر الآية ..

1 / 52