139

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

تفسير العثيمين: الكهف

Maison d'édition

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٣ هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

(أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا)
(الكهف: ١٠٥)
قوله تعالى: (بِآياتِ رَبِّهِمْ) الكونية أو الشرعية؟
الظاهر كلتاهما، لكن الذين كذبوا الرسول ﷺ، كذبوا بالآيات الشرعية، ولم يكذبوا بالآيات الكونية، والدليل أن الله تعالى أخبر أنهم إذا سُئلوا: من خلق السموات والأرض؟ يقولون: الله -، ولا أحد منهم يدعي أن هنالك خالقًا آخر مع الله، لكنهم كذبوا بالآيات الشرعية، كذبوا الرسول ﷺ؛ كذبوا بما جاء به، فهم داخلون في الآية.
(وَلِقَائِهِ) أي: كذبوا بلقاء الله، ومتى يكون لقاء الله؟
الجواب: يكون يوم القيامة، فهؤلاء كذبوا بيوم القيامة وجادلوا، وأُروا الآيات ولكنهم أصروا، قال الله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الْأِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (٧٧) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا) (يس: ٧٨) يكذبنا فيه فقال: (مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) (يس: ٧٨) تَحَدٍّ! من يحييها؟ رميم لا فيها حياة ولا شيء؟
(قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) (يس: ٧٩)
ومن الذي أنشأها أوّل مرة؟
الجواب: هو الله، والإعادة أهون من الابتداء كما قال الله ﷿: (وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) (الروم: الآية ٢٧) هذا دليل، إذًا الدليل على إمكان البعث، وإحياء العظام وهي رميم:

1 / 143