136

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

تفسير العثيمين: الكهف

Maison d'édition

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٣ هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

(جَهَنَّمَ) اسم من أسماء النار.
(عَرَضْنَا) يعني عرضًا عظيمًا، ولذلك نُكِّر يعني عرضًا عظيمًا تتساقط منه القلوب، ومن الحكم في إخبار الله ﷿ بذلك أن يصلح الإنسان ما بينه وبين الله، وأن يخاف من هذا اليوم، وأن يستعد له، وأن يصور نفسه وكأنه تحت قدميه، كما قال الصِّديق ﵁:
(كلنا مصبَّح في أهله والموت أدنى من شراك نعله) فتصور هذا وتصور أنه ليس بينك وبينه، إلَاّ أن تخرج هذه الروح من الجسد، وحينئذ ينتهي كل شيء.
***
(الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا) (الكهف: ١٠١)
قوله تعالى: (كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي) هؤلاء الكافرون كانت أعينهم في غطاء عن ذكر الله، لا ينظرون إلى ذكر الله، وقد ذكر الله تعالى فيما سبق - في نفس السورة - أنَّ) عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً) (الكهف: الآية ٥٧) فالقلوب، والأبصار، والأسماع كلها مغلقة.
(وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا) هل المراد لا يريدون؟ كقوله تعالى: (هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاء) (المائدة: الآية ١١٢)، أي: هل يريد؟ أو المعنى أنهم لا يستطيعون (سَمْعًا) أي سمع الإجابة، وليس سمع الإدراك؟
الجواب: يحتمل المَعْنَيَيْن جميعًا، وكلاهما حق.

1 / 140