192

Tafsir al-Uthaymeen: Al-Imran

تفسير العثيمين: آل عمران

Maison d'édition

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الثالثة

Année de publication

١٤٣٥ هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

٥ - أن رسول الله ﷺ رسول الله حقًا، وجه ذلك: أن الله جعل اتباعه سببًا لمحبة الله للعبد.
٦ - أنه كلما قوي اتباع الإنسان للرسول ﷺ كان أقوى برهانًا على صدق محبته لله، فهذه من علامة محبة الإنسان لربه، فإذا رأيت الإنسان شديد الاتباع لرسول الله ﷺ فاعلم أنه شديد المحبة لله.
٧ - أن اتباع النبي ﷺ سبب لمحبة الله للعبد؛ لقوله: ﴿فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾.
٨ - أنه ينبغي للإنسان أن يجيب غيره بما هو أكثر من سؤاله إذا دعت إليه الحاجة؛ لأنه لم يقل: فاتبعوني تحبوا الله، بل قال: يحببكم، ولا أحد يحبه الله إلا وهو يحب الله، لأنك إذا أحببت الله عملت فأحبك الله. فلهذا أتى بالثمرة المهمة وهي محبة الله للعبد.
٩ - إثبات المحبة بين العبد والرب من الجانبين؛ لأنه قال: ﴿تُحِبُّونَ اللَّهَ﴾ فأثبت أن الإنسان يحب الله، وقال: ﴿فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ فأثبت أن الله يحب الإنسان، وهي محبة حقيقية خلافًا لمن أوَّلها. قال: تحبون الله: أي تحبون ثوابه، يحببكم الله: أي يثيبكم الله، فإن هذا تحريف. وسبب هذا التحريف القاعدة الباطلة للسمع والعقل؛ وهي تحكيم العقل فيما يثبت وينفي عن الله ﷿، فإن قومًا ادعوا العقلية قالوا: نحن الذين نحكم على الله بما يجب له أو يجوز أو يمتنع، وليس ما أخبر الله هو الذي يحكم بيننا، هذا لازم قولهم وإن كانوا لا يصرحون بهذا. والله إن الإنسان يجد طعمًا لا شيء يشبهه في محبة الله، ومحبة الله

1 / 194