Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Hujurat - Al-Hadid

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
55

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Hujurat - Al-Hadid

تفسير العثيمين: الحجرات - الحديد

Maison d'édition

دار الثريا للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Lieu d'édition

الرياض

Genres

﴿قالت الأَعراب آمنا﴾ الأعراب اسم جمع لأعرابي، والأعرابي هو ساكن البادية كالبدوي تمامًا، فالأعراب افتخروا، فقالوا: آمنا آمنا، افتخروا بإيمانهم، فقال الله ﷿: ﴿قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم﴾ قيل: إن هؤلاء من المنافقين، لقول الله تعالى: ﴿وممن حولكم من الأَعراب منافقون﴾ والمنافق مسلم، ولكنه ليس بمؤمن، لأنه مستثنى في الظاهر، إذ إن حال المنافق أنه كالمسلمين، ولهذا لم يقتلهم النبي ﵊، مع علمه بنفاقهم مع أنهم مسلمون ظاهرًا لا يخالفون، وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا. وقيل: إنهم أعراب غير منافقين، لكنهم ضعفاء الإيمان، يمشون مع الناس في ظاهر الشرع، لكن قلوبهم ضعيفة، وإيمانهم ضعيف. وعلى القول الأول: يكون قوله: ﴿ولما يدخل الإيمان في قلوبكم﴾ أنه لم يدخل أصلًا، وعلى الثاني: أي لما يدخل الإيمان الدخول الكامل المطلق، ففيهم إيمان لكن لم يصل الإيمان في قلوبهم على وجه الكمال، والقاعدة عندنا في التفسير أن الآية إذا احتملت معنيين، فإنها تحمل عليهما جميعًا إذا لم يتنافيا، فإن تنافيا طلب المرجح. فالأعراب الغالب عليهم أنهم لا يعرفون حدود ما أنزل الله على رسوله، فيقولون آمنا، فقال الله تعالى يخاطب النبي ﷺ: ﴿قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم﴾ ووجه ذلك أن الإسلام في القلب، وهو صعب، والإسلام علامة في

1 / 60