Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Hujurat - Al-Hadid

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
42

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Hujurat - Al-Hadid

تفسير العثيمين: الحجرات - الحديد

Maison d'édition

دار الثريا للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Lieu d'édition

الرياض

Genres

يؤمنون؛ لأنهم يرون شيئًا واضحًا في الدلالة على الرب ﷿ لكن لا ينفعهم الإيمان، لقوله تعالى: ﴿هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا﴾، وفسَّر النبي ﷺ قوله تعالى: ﴿يوم يأتي بعض آيات ربك﴾ أنه خروج الشمس من مغربها (^١) وحينئذ لا تنفع التوبة، مع أن الناس كلهم يؤمنون، لكن لا تنفع، لأنه انسد الباب، وإذا سُدَّ كيف يدخل الناس؟ أما الخاص فهو أن يحضر الإنسان أجله، فإذا حضر الإنسان الأجل فلا تنفع التوبة، لقول الله ﵎: ﴿وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الأَن﴾، وإني أسأل هل أحد منا يعلم متى يموت؟! أبدًا، ربما يموت الإنسان وهو على مكتبه، أو وهو على فراشه، أو وهو في صلاته، في أي لحظة، وإذا كنا نعلم هذا ونوقن به، فالواجب أن نبادر بالتوبة لئلا يفجأنا الموت، فينسد الباب، ولهذا كانت التوبة مما يجب على الفور، فلنبادر بالتوبة إلى الله ﷿ ﴿وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الأَن﴾، هذا الخبر من الله ﷿ له أمر واقع يدل عليه لما أغرق الله تعالى فرعون وقومه، قال فرعون حين أدركه الغرق: ﴿آمنت أنه لآ إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرءيل﴾ يعني

(^١) أخرجه مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في خروج الدجال ومكثه في الأرض ونزول عيسى ... (رقم ٢٩٤١) .

1 / 47