هذا متعذِّر.
ويقول الفقير: ليت لي مالًا فأتصدقَ به. هَذَا عَسيرٌ وليس متعذِّرًا.
قوله: ﴿يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا﴾ من أيِّ القسمين؟ هَذَا من المستحيل؛ لِأَنَ الأمرَ فات.
قوله: ﴿يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا﴾ أي سلكتُ سبيلًا، وهو الطَّريق الموصِل إلى اللَّهِ ﷾.
وقول المُفَسِّر ﵀: [﴿مَعَ الرَّسُولِ﴾ مُحَمَّد]، بناء عَلَى أَنَّ الآيةَ يُقْصَدُ بها عُقبة بن أبي مُعَيْط، فعلى هَذَا تكون (أل) للعهد الذِّهنيِّ، وإذا قُلْنا بالعموم -وهو الأرجحُ- فإن المرادَ بالرَّسول هنا من أُرسِلَ إلى قومِه، فتكون (أل) للجِنسِ، للعموم، لِأَنَّ المرادَ بها جِنْس الرَّسول الشامل لمُحَمَّد ﷺ وغيره.
من فوائد الآية الكريمة:
الْفَائِدَة الأولى: أَنَّهُ يَجِب على المرءِ أنْ يختارَ لنفسِه الأصحابَ: أهل العلم والدِّين، ويؤخَذ من قوله: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ﴾ إلى قوله: ﴿يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا﴾.
الْفَائِدَة الثَّانية: بيان حال الظالِم يوم القيامةِ، وأنه يندَم ندمًا عظيمًا، ويظهر ندمُه بالقول وبالفعل. والدلالة على أَنَّهُ بالقول في قوله تَعَالَى: ﴿يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا﴾، وبالفعل في قوله تَعَالَى: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ﴾.
الْفَائِدَة الثالثة: التحذير من الظُّلْم الَّذِي يَصُدُّ به الإنْسَانُ عن دِينِ اللَّهِ، أو التحذير من الظُّلْم الَّذِي يُوجِب أو يُوقِع الإنْسَان في مخالفةِ الرسُلِ؛ لِقَوْلِه ﷿: