Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Furqan

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
92

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Furqan

تفسير العثيمين: الفرقان

Maison d'édition

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٦ هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

هذا متعذِّر. ويقول الفقير: ليت لي مالًا فأتصدقَ به. هَذَا عَسيرٌ وليس متعذِّرًا. قوله: ﴿يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا﴾ من أيِّ القسمين؟ هَذَا من المستحيل؛ لِأَنَ الأمرَ فات. قوله: ﴿يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا﴾ أي سلكتُ سبيلًا، وهو الطَّريق الموصِل إلى اللَّهِ ﷾. وقول المُفَسِّر ﵀: [﴿مَعَ الرَّسُولِ﴾ مُحَمَّد]، بناء عَلَى أَنَّ الآيةَ يُقْصَدُ بها عُقبة بن أبي مُعَيْط، فعلى هَذَا تكون (أل) للعهد الذِّهنيِّ، وإذا قُلْنا بالعموم -وهو الأرجحُ- فإن المرادَ بالرَّسول هنا من أُرسِلَ إلى قومِه، فتكون (أل) للجِنسِ، للعموم، لِأَنَّ المرادَ بها جِنْس الرَّسول الشامل لمُحَمَّد ﷺ وغيره. من فوائد الآية الكريمة: الْفَائِدَة الأولى: أَنَّهُ يَجِب على المرءِ أنْ يختارَ لنفسِه الأصحابَ: أهل العلم والدِّين، ويؤخَذ من قوله: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ﴾ إلى قوله: ﴿يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا﴾. الْفَائِدَة الثَّانية: بيان حال الظالِم يوم القيامةِ، وأنه يندَم ندمًا عظيمًا، ويظهر ندمُه بالقول وبالفعل. والدلالة على أَنَّهُ بالقول في قوله تَعَالَى: ﴿يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا﴾، وبالفعل في قوله تَعَالَى: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ﴾. الْفَائِدَة الثالثة: التحذير من الظُّلْم الَّذِي يَصُدُّ به الإنْسَانُ عن دِينِ اللَّهِ، أو التحذير من الظُّلْم الَّذِي يُوجِب أو يُوقِع الإنْسَان في مخالفةِ الرسُلِ؛ لِقَوْلِه ﷿:

1 / 97