188

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Ankabut

تفسير العثيمين: العنكبوت

Maison d'édition

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٦ هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

وأما ﴿فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ﴾ هنا الفِعْلُ متَعدٍّ، قال ﷿: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا﴾ [النساء: ٦١]، ﴿صُدُودًا﴾ مصدرٌ على وَزنِ فَعُولٍ، فصدَّ هنا لازِمٌ، قال ابنُ مالكٍ ﵀ (^١):
وفَعَلَ اللازمُ مِثْلُ قَعَدَا ... لَهُ فُعُولٌ بِاطِّرِادٍ كَغَدَا
يعني: (فَعَلَ) اللازم مَصْدَرُهُ فعولٌ، صَّدَّ. . . صُدُودًا.
وأما (صَدَّ) المتعَدِّي فمصدَرُهُ (صدًّا) لقولِ ابنِ مالك ﵀:
فَعْلٌ قياسُ مَصْدَرِ المُعَدَّى ... مِنْ ذِيْ ثَلَاثَةٍ كردَّ رَدَّا (^٢)
وأما قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾ [محمد: ١]، هل هِي لازِمَةٌ أو متَعَدِّيَةٌ؟ الأقرب أنها متَعَدِّيَةٌ لأنهم صدُّوا عن سبيلِ اللَّه غيرَهُم.
وقوله: ﴿فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ﴾ (ال) فِي ﴿السَّبِيلِ﴾ للعَهْدِ الذِّهْنِي المعلومِ، وهو سبيلُ الحَقِّ، ولهذا قال المُفَسِّر ﵀: [سَبيلُ الحقِّ]، وهو سبيلُ اللَّهِ ﷾، وسُمِّي سبيلُ اللَّه لأنه يوَصِّلُ إليه، ولأنه هو الذي وضَعَهُ لعبادِهِ كما في قوله تعالى: ﴿صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ [الشورى: ٥٣]، وقد يُضافُ إلى المؤمنين كقوله تعالى: ﴿وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [النساء: ١١٥]، فأضافَهُ للمُؤمِنينَ لأنهم هم المنتفِعُونَ.
قَال المُفَسِّر ﵀: [﴿وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ﴾ ذَوِي بَصَائِر]، يعني: أن اللَّه ﷿

(^١) الألفية البيت رقم (٤٤٢).
(^٢) الألفية البيت رقم (٤٤٠).

1 / 192