184

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Ankabut

تفسير العثيمين: العنكبوت

Maison d'édition

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٦ هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

الآية (٣٨)
* * *
* قالَ اللَّه ﷿: ﴿وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ﴾ [العنكبوت: ٣٨].
* * *
قال المُفَسِّر: [﴿وَعَادًا وَثَمُودَ﴾ (و) أهْلَكْنَا ﴿وَعَادًا وَثَمُودَ﴾ بالصَّرْفِ وتَرْكِهِ، بمَعْنَى: الحَيِّ والقَبِيلَةِ]: والصرفُ هو التَّنْوِينِ، قال ابن مالكٍ ﵀ (^١):
الصَّرْفُ تَنْوِينٌ أَتَى مُبَيِّنَا ... مَعْنًى بِهِ يَكُونُ الاسْمُ أَمْكَنَا
فيجوزُ صرفُ ثمودَ ويجوز تركُ الصَّرْفِ، وهما قراءتانِ فِي (ثمود) فالصَّرْفُ باعتبارِ الحيِّ وهو مذكر، وعدمُ الصَّرفِ باعتبارِ القَبيلَةِ وهي مؤنثة، فعليه إذا قلنا: (ثمود) بدون صرْفٍ نقول: معطوف على عاد، والمعطوف على المنصوبِ منصوبٌ، ولم يُنوَّن لأنه لا ينْصَرِفُ، والمانعُ مِنَ الصَّرف العَلَمِيَّةُ والتأنيثُ، باعتبارِهِ عَلمًا على قَبيلةٍ، وإذا قلنا: إنه مصروفٌ فيكونُ مَعْطُوفًا أيضًا على عادٍ، والمعطوفُ على المنصوبِ منصوبٌ، ونوِّن لأنه مذكر باعتبار الحَيِّ.
وقوله ﷾: ﴿وَعَادًا وَثَمُوَدً﴾ مفعولانِ لفِعْلٍ محذوفٍ تَقْديرُهُ: [أهْلَكْنَا عَادًا وثمودًا]، وعادٌ محَلُّهم با لأحقافِ، لقوله ﷾: ﴿وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ

(^١) الألفية البيت رقم (٦٤٩).

1 / 188