152

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-An'am

تفسير العثيمين: الأنعام

Maison d'édition

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

الأول: من أنكر الأسباب نهائيًا، وقال: إن الأشياء تأتي بمجرد الصدفة، وبمجرد أن الله خلقها.
الثاني: من أثبت الأسباب على أنها مؤثرة بذاتها، وهؤلاء هم الماديون، الذين يعتقدون أن الكون يتفاعل بنفسه، وإن انتسبوا للأمة، مثل بعض الفلاسفة أو المتفلسفة.
الثالث: من أثبت الأسباب لكنها تؤثر بما أودع الله فيها من القوة لا بنفسها، وهذا القول هو الوسط المتعين، ولذلك نجد أن الأشياء تتغير مسبباتها بتقدير الله ﷿، فالنار التي أوقدت لإبراهيم كانت بردًا وسلامًا، مع أننا لو رجعنا إلى السبب نفسه لكانت محرقة، لكن هي لا تكون محرقة إلا بإرادة الله ﷿، ونجد أن الله ﵎ يحدث أشياء لا نعلم أسبابها، مما يدل على أن السبب ليس هو الفاعل، ولكن الفاعل هو الله ﷿، ولكنه لحكمته جعل لكل شيء سببًا.
الفائدة السابعة: حذف ما كان معلومًا؛ كما سبق في الآيات السابقة.
* قال الله ﷿: ﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَاحَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (٣١)﴾ [الأنعام: ٣١].
قوله: ﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ﴾ هذه الجملة مؤكَّدة بمؤكد واحد وهو (قد)، والحروف المؤكِّدة كثيرة، منها ما يسبق، ومنها ما يتأخر، فـ (اللام) في قولك: إن زيدًا لقائم، هذه مؤكدة

1 / 156