Exégèse d'Al-Samin Al-Halabi - De l'ayah 138 de la sourate Al-Imran à la fin de la sourate
ترجيحات السمين الحلبي - من آية ١٣٨ سورة آل عمران إلى آخر السورة
Genres
كقوله تعالى: ﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ [الشعراء: ٣]، ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُواْ﴾ [الكهف: ٦]، ﴿فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ﴾.
غير أن هذا التفسير لا يلائمه قوله بعد ذلك ﴿إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئا﴾ كل الملاءمة" (^١).
• ترجيح السمين الحلبي ووجه الترجيح:
يرجِّح السمين الحلبي القول الأول بأن المراد من الآية ألا يحزنه أمر الكافرين به وألا يخاف منهم إيقاع الضر بالإسلام وأهله، ويظهر هذا الترجيح من وجهين:
الأول: أنه قدَّم هذا القول وأخذ به على أنه تفسير الآية والمنسجم مع مناسبتها لما قبلها، ثم ذكر القول الآخر بعد ذلك.
الثاني: أنه تعقب القول الآخر بأنه لا يتلاءم مع بقية الآية، ولم يتعقب القول الأول بشيء.
• دراسة المسألة:
١) مذاهب أهل العلم في المسألة:
تباينت أقوال المفسرين في المسألة بين القول الأول والثاني، وقليلٌ منهم من تعرَّض للقولين جميعًا ورجَّح أحدهما، وأول من ذكر المسألة الماتريدي في تفسيره، ولم يرجِّح أحد القولين (^٢).
وجاء عن الزمخشري ما يفيد ترجيحه للقول الأول، وتبعه على ذلك عددٌ من المفسرين (^٣).
وجاء عن آخرين من المفسرين ما يفيد أنهم يرجحون القول الثاني (^٤).
(^١) القول الوجيز، (آل عمران: ١٥٧ إلخ)، تحقيق: وائل بن محمد بن علي جابر (ص: ٢٨٢ - ٢٨٣).
(^٢) ينظر في تفسير الماتريدي (٢/ ٥٣٦).
(^٣) ينظر في الكشاف للزمخشري (١/ ٤٤٣)، وزاد المسير لابن الجوزي (١/ ٣٥٠)، وتفسير البيضاوي (٢/ ٥٠) والخازن (١/ ٣٢٣) وحاشية الطيبي على الكشاف (٤/ ٣٥٥)، والبحر المديد لابن عجيبة (١/ ٤٣٩)، وروح المعاني للآلوسي (٢/ ٣٤٤)، والتحرير والتنوير لابن عاشور (٤/ ١٧٣).
(^٤) تقدَّم عزوه إلى القشيري، وينظر في تفسير ابن كثير (٢/ ١٧٣)، وفتح القدير للشوكاني (١/ ٤٦٢)، ومحاسن التأويل للقاسمي (٧/ ١١٨)، وتفسير السعدي (ص: ١٥٧)، وتفسير آل عمران للعثيمين (٢/ ٤٦١).
1 / 238