Tafsir al-Quran al-Thari al-Jami'

Muhammad al-Hilal d. Unknown
51

Tafsir al-Quran al-Thari al-Jami'

تفسير القرآن الثري الجامع

Genres

سورة البقرة [٢: ٤٠] ﴿يَابَنِى إِسْرَاءِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِىَ الَّتِى أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِى أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّاىَ فَارْهَبُونِ﴾: ﴿يَابَنِى﴾: نداء إلى بني إسرائيل، بياء النداء للبعد. ﴿إِسْرَاءِيلَ﴾: إسرائيل؛ هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل ﵇، وأبناؤه، وأحفاده، ينادون ببني إسرائيل؛ في زمن يعقوب، وبعد وفاته. وفي زمن موسى كانوا يسمَّون ببني إسرائيل، وهكذا حتّى توفِّي موسى، وسُمُّوا باليهود بعد مجيء يهوذا، ولم يكن في منزلة يعقوب ﵇، وأطلق عليهم لقب اليهود عندما عصوا ونقضوا عهودهم. وسُمُّوا بالّذين هادوا؛ أي: الّذين تهودوا، دخلوا في اليهودية. وأفضل الألقاب لقب بني إسرائيل، وذكر (٤٠) مرة في القرآن. ويطلق عليهم وعلى أتباع عيسى ﵇ بأهل الكتاب، أو بالّذين أوتوا الكتاب، أو نصيبًا من الكتاب. ارجع إلى هذه الآيات للبيان. ﴿اذْكُرُوا نِعْمَتِىَ الَّتِى أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ﴾، اذكروا من الذكر، وهو الحفظ من النسيان؛ أي: اذكروا، ولا تنسوا نِعَمِي الكثيرة عليكم. ﴿نِعْمَتِىَ الَّتِى أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ﴾: منها: إنزال التّوراة، وإنزال المن، والسلوى، فلق البحر، أنجاؤكم من فرعون، وغيرها من النعم، وحين يخاطب -جل وعلا- بني إسرائيل؛ يقول: ﴿اذْكُرُوا نِعْمَتِىَ الَّتِى أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ﴾، ولكن حين يخاطب المسلمين؛ يقول: ﴿اذْكُرُوا اللَّهَ﴾؛ لأنّ بني إسرائيل؛ معروف عنهم حبهم للمال، وللدنيا. ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِى﴾: لتعريف العهد؛ ارجع إلى الآية (٢٧) من سورة البقرة. أي: امتثلوا لأوامري، وفرائضي، وخذوا بالتوراة، بقوة، وتمسكوا بها، ولا تكتموها، وأوفوا بما عاهدتموني عليه، من الإيمان والطاعة. ﴿أُوفِ بِعَهْدِكُمْ﴾: بما عاهدتكم عليه، من حسن الثواب، والجنة، وتكفير السيئات. ﴿وَإِيَّاىَ فَارْهَبُونِ﴾: وإياي: تفيد الحصر؛ أي: الرهبة لله وحده؛ الرهبة: هي الخوف، والحذر معًا؛ أي: خافوني، واحذروني؛ فارهبون فيها حذف لياء المتكلم، قد يكون ذلك لأن المخاطب فئة أو جماعة من الناس.

1 / 47